أفادات تقديرات أمس أن ما يصل إلى 40 في المئة من الناخبين السودانيين البالغ عددهم 16 مليوناً أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع في شمال البلاد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية التي مددت يومين إضافيين لتنتهي الخميس المقبل بدل اليوم، وسط تشكيك متزايد من المعارضة في نزاهتها وقلق في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يسعى إلى مشروعية جديدة للاستمرار في الحكم. وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم ل «الحياة» إن التقديرات غير الرسمية المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن نسبة الذين أدلوا بأصواتهم بنهاية اليوم الثاني من الاقتراع بلغت نحو 40 في المئة في شمال البلاد ومثلها تقريباً في جنوبها ونحو 25 في المئة في دارفور التي تأخر وصول بطاقات الاقتراع إلى ولاياتها. لكن يصعب التأكد من النسبة الحقيقية للمشاركة في الاقتراع خصوصاً في ظل الأنباء التي أفادت عن صعوبات رافقت عملية التصويت خصوصاً في جنوب البلاد وفي دارفور. ولم تسجّل أحداث عنف أمس باستثناء اشتباكات بالأيدي في بعض المراكز، وكان اليوم الثاني أكثر تنظيماً وإقبالاً عن سابقه. وجدد المعارضون المقاطعون للانتخابات والمشاركون فيها أمس اتهاماتهم بتزايد التجاوزات والخروق والأخطاء الفنية والقصور اللوجستي، وطالب مقاطعون بوقف الاقتراع، وتوقعوا إجراء انتخابات عامة أخرى في حال انفصال إقليمجنوب البلاد عبر الاستفتاء المقرر العام المقبل. ووجهت مجموعة من أحزاب المعارضة انتقادات لاذعة إلى مفوضية الانتخابات، ووصفتها ب «المزورة». وخلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، قال ممثلون عن حزب الأمة والحزب الشيوعي إن هذه الانتخابات تسرق أحلام الشعب السوداني. واتهم تحالف أحزاب المعارضة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يراقب مركزه العملية الانتخابية، والمبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن، بمحاولة إضفاء الشرعية على حكم الرئيس عمر البشير. كما طالب المرشح للرئاسة عن الحزب الاتحادي الديموقراطي حاتم السر بوقف العملية الانتخابية وتعيين مفوضية جديدة تشرف على إجراء انتخابات جديدة. وهدد السر بالانسحاب من السباق إذا لم تتوقف التجاوزات. وبدا حزب المؤتمر الوطني الحاكم قلقاً إزاء تزايد الشكوك في نزاهة الانتخابات. وقال مسؤول فيه ل «الحياة» إن هناك محاولات متعمدة من جهات لم يسمها باتت على قناعة بفوزه لتشويه صورة الانتخابات والانتقاص من نزاهتها حتى لا يكسب مشروعية جديدة، مؤكداً أن حزبه قادر على إحباط تلك «المخططات الشريرة». على صعيد آخر (رويترز)، قالت بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (يوناميد) أمس إن أربعة من أفراد القوة اختفوا في منطقة دارفور. وأوضحت: «غادر اربعة من قوة حفظ السلام قاعدتهم في نيالا (جنوب دارفور) وكانوا في طريق عودتهم الى سكنهم... ومنذ ذلك الوقت لم يشاهدوا أو تُسمع عنهم أي اخبار».