بين المدارس الشرعية في الأحساء والمدارس الأخرى، والقراءات المستقلة من جهة أخرى، كان لغياب مشهد الفقيه النجدي دور في «لا نمطية» مهنا الحبيل، الذي يعلق على ذلك بقوله: «دعني أذكر أولاً بأن نجد هي عمقنا القومي في الأحساء ونحن عمقها القومي كما هي حال مناطق المملكة المختلفة. وبلا شك، هناك اختلاف في تاريخ وفقه المدرستين وان اتحدت الأصول المرجعية المعلنة. ولكنني لم أنتمي إلى المدرسة السلفية، لكن كانت لي قراءة في فكر المدرسة السلفية، في قضايا تحريك الاجتهاد وأنماط التفكير العقلي والعودة بالاستدلال. لكن ما أضر ببعض منهجها ومع كل الاحترام لبعض الأسماء العلمية الكبيرة في المدرسة السلفية إلا أن سعة المدرسة السنية الكبرى في استنباطاتها واستدلالاتها لبعض النصوص تجدها أكثر تقديراً وتعظيماً للحالة الإنسانية والتقدم الفكري الإنساني من بعض استنباطات الفقهاء». ويضيف : «أعتقد أن مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولكل مدرسة عهدها الثوري إذا ارتبطت بالحالة السياسية، ظُلمت من بعض المنتمين إليها بإعادتها إلى تفسيراتٍ تخالف النص الشامل العميق والواسع الأصيل لمدرسة أهل السنة والجماعة، وبعدم تحويلها من شكلها المذهبي الطائفي ونقول ذلك بين قوسين «عند البعض»، إلى مدرسة سلفية إصلاحية شاملة ترتبط بالمنهج الشامل العميق والواسع لمدرسة أهل السنة والجماعة، ولكننا نطرح ذلك للنقد الموضوعي والانفتاح المشروع وليس لنقد المدرسة أو محاصرتها فستظل محل احترام في الأوساط الأهلية والرسمية». ويزيد : «على رغم ذلك فمن أبرز الشخصيات التي تأثرت بها كثيراً في حياتي إلى جانب والدي، وترى نفسها منتمية للفكر السلفي ومن قلب نجد، الشيخ حمد الصليفيح، إذ رأيت فيه منهجاً تجديدياً مميزاً وهو شخصية مبدعة في الفكر التقدمي الإسلامي». ويختم بقوله : «يجب أن نقدر الحالة الزمنية لكل مرحلة، لكني أعتقد أن الإخوة الذين يصرون على قالبٍ مذهبي صارم لمدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تناكف مدارس أهل السنة والجماعة يحرمون أنفسهم ويحرمون المجتمع في السعودية من انفتاحٍ مشروعٍ مطلوبٍ، ليس لصالح الحالة العلمانية التي يناكفونها، ولكن لقيمٍ فكرية أصيلة في الفقه الإسلامي الحضاري».