استقبل نائب رئيس الهند محمد حامد أنصاري في دلهي أمس أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز والوفد الرسمي المرافق، ورحّب به في هذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين. وأعرب الأمير سلمان عن سروره بزيارة الهند، التي تعد شريكاً استراتيجياً للمملكة، وتجمعهما علاقات وثيقة، خصوصاً بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند، وزيارة رئيس وزراء الهند للمملكة أخيراً، وتوقيع العديد من اتفاقات التعاون الاستراتيجي. واستذكر نائب الرئيس الهندي فترة حياته وعمله لدى السعودية، حين كان سفيراً لبلاده، وما حملته من تعاون ونشاط أسهما في تعزيز العلاقات في العديد من المجالات. من جهة أخرى، أكد أمير منطقة الرياض، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن العلاقة بين السعودية والهند «أزلية»، لافتاً إلى أن علاقة الرياض بنيودلهي في نمو منذ 50 سنة وأكثر، معرباً عن أمله بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. جاء ذلك خلال لقاء الأمير سلمان، في فندق «أي تي سي» في دلهي أمس برجال الأعمال والصناعة في الهند، في حضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات شاشيم بايلوت والسفراء والقائمين بالأعمال في سفارات الدول العربية في دلهي. وأعرب الأمير سلمان في كلمة له عن شكره لوزير الاتصالات، مشيراً إلى علاقات البلدين التي وصفها بأنها قديمة جداً، وقال: «أنا من الناس الذين رأوا الرئيس نهرو عند زيارته للمملكة، وعرفته في ذلك الوقت». وأضاف: «ان المملكة صديقة للهند، والعلاقات معها تترسخ يوماً بعد يوم». وتابع: «لا شك في أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند قبل سنوات، وزيارة رئيس وزراء الهند للمملكة، دليل على عمق الصداقة بين البلدين». وقال ان «العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع الهند ممتازة، ووجود العمالة الهندية والخبراء في المملكة دليل على ذلك» وأمل بأن «تكون العلاقات الاقتصادية مع الهند أكثر وازدياد التبادل التجاري كي يستفيد الطرفان من هذه العلاقات». ودعا الأمير سلمان رجال الأعمال الى «التعاون التام والكامل». من جهته، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الهندي حرص بلاده على تعزيز التعاون مع السعودية خصوصاً وان المملكة قوة اقتصادية ومصدر للطاقة مستمر للهند إذ تشكل 20 في المئة من واردات الهند في هذا المجال. كما أشار إلى تطور العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية والثقافية والدينية بزيادة عدد الحجاج والمعتمرين. وأبرز التقدم الحاصل في الاقتصاد الهندي وبخاصة في مجال تقنية المعلومات والبرمجيات إذ يتوقع تحقيق معدل نمو بنسبة 8 في المئة، مبيناً أن الهند حققت أكثر من 5 بلايين دولار في هذا المجال. وأعرب عن الأمل في تواصل التعاون بين الرياض ودلهي في مجالات تقنية المعلومات والاستثمار، مشيداً بجهود المملكة في هذا الإطار نحو التحول إلى مجتمع معرفة. إلى ذلك، زار الأمير سلمان المدرسة السعودية في دلهي والتقى خلالها بالطلاب والمدرسين، وتجول في فصول وأقسام المدرسة واستمع لشرح عنها وعن خدماتها التعليمية لطلاب يزيد عددهم على 120 طالباً من أبناء السعوديين والعرب المقيمين في الهند. من جهته، نوّه رئيس اتحاد غرف الأعمال والصناعة في الهند ب»التطور الكبير الذي تعيشه السعودية في المجالات الاقتصادية، وما تتمتع به من بنى تحتية قوية»، مثمناً احتضان المملكة لأكثر من 1.5 مليون هندي يحظون بحياة وتعامل كريمين، إلى جانب أكثر من 140 ألف حاج ومعتمر يشكّلون مع التعاون السياسي والاقتصادي والتبادل التجاري المتزايد، وجوهاً للعمل المشترك الناجح. بدوره، أثنى رئيس مجلس غرفة التجارة والصناعة في الرياض عبدالرحمن الجريسي على النشاط الذي تشهده الهند في العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية والسياحية وغيرها، مبيناً أن المملكة تشهد كذلك ازدهاراً وتنمية في كل الأنحاء والمجالات مع نجاحها في تجاوز الأزمة العالمية بقوة اقتصادها وإدارتها الحكيمة.