أطلقت الحكومة المقالة في غزة مجموعة مشتركة من مقاتلي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين»، و«وحدات الاستشهادي نبيل مسعود»، إحدى أذرع «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، من مطلقي الصواريخ المحلية الصنع على اسرائيل. وتم اطلاق أفراد المجموعة بعد اتصالات بين قادة «الجهاد» وحركة «حماس» بهدف تطويق الحادث خشية توتير الأجواء بين قواعد الحركتين، خصوصاً بوجود خلافات ومشاكل تطفو على السطح بين الفترة والأخرى. وندد قيادي في «سرايا القدس» باعتقال أفراد المجموعة ليل الأحد - الاثنين «أثناء استعدادهم لتنفيذ مهمة جهادية نوعية ضد القوات الخاصة الصهيونية التي اعتادت التوغل مسافة مئات الأمتار داخل أراضي قطاع غزة». وعبر القيادي في بيان عن استغرابه الشديد من «إقدام جهاز الأمن الداخلي على احتجاز المجاهدين مدة تزيد عن أربع ساعات في أحد المقار الأمنية التي تقوم يومياً أجهزة أمن الحكومة في غزة بإخلائها خوفاً من تعرضها لعمليات قصف، ما يشكل خطراً على المجاهدين الذين يتم تركهم داخل المقار، فيما يأخذ عناصر الأمن آماكن آمنة». ووصف طريقة التعامل مع أفراد المجموعة بأنها «لم تكن بالمستوى المطلوب، ولم يتم احترامهم بالشكل اللائق، وكأن المجاهد أصبح سجيناً جنائياً يتم الزج به في السجون من دون رقيب أو حسيب». وأشار إلى أن «أمن الحكومة المقالة طلب من المجاهدين التوقيع على تعهد بعدم القيام بأي عمل جهادي ضد العدو الصهيوني بحجة وجود تهدئة غير معلنة، وأنه يجب احترامها». وشدد على أنه «لا توجد تهدئة على الإطلاق بين المقاومة والعدو الذي يستبيح أراضي غزة صباحاً مساءً، ويستهدف كل مكونات الحياة فيها». واتهم الناطق باسم «سرايا القدس» المدعو «أبو أحمد» أجهزة الأمن التابعة لحكومة غزة بأنها أحبطت «مكمناً» أعدته السرايا و«مجموعات نبيل مسعود» ل «قوة اسرائيلية خاصة رصدت أثناء محاولتها التوغل شمال القطاع». وقال إن «المجاهدين تفاجأوا بحضور قوة كبيرة للأمن الداخلي احتجزتهم أكثر من أربع ساعات متواصلة». وأضاف أن «المقاومين رصدوا على مدى أيام عديدة قوة خاصة اسرائيلية درجت على التوغل مسافة لا تقل عن 200 متر شمال القطاع، ونصبوا لها مكمناً في عملية مشابهة لعملية خان يونس التي أدت إلى مقتل ضابط كبير وجندي وإصابة عدد من الجنود الاسرائيليين، ولم تكن تلك عملية هجومية، بل تصدياً لقوات متوغلة». ونفى وجود «هدنة أو «تهدئة معلنة أو غير معلنة» مع اسرائيل، مشدداً على أنه «ما دام العدو يواصل حصاره وعدوانه على الضفة والقدس، لا يمكن أن نوقف المقاومة». وأكد أن الحركة «أوقفت» اطلاق الصواريخ والهجمات ضد اسرائيل، وقال إن «هناك توافقاً بين الفصائل بعد الحرب (الأخيرة) على غزة لإعطاء فترة من الهدوء في مقابل أن يوقف العدو اعتداءاته على القطاع». وأضاف أن «سرايا القدس أوقفت العمليات الهجومية وإطلاق الصواريخ من داخل حدود القطاع ضد اسرائيل منذ ذلك الوقت، لكن في الوقت نفسه بقي للمقاومة حق التصدي لأي توغل أو عدوان تنفذه قوات الاحتلال ضد أراضي القطاع». ورفض منع عناصر السرايا من «التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع»، معتبراً «منع العملية أمراً مرفوضاً وتساوقاً غير جائز مع الاحتلال».