قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى اليوم (الأربعاء)، إن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، مشيراً إلى أن لحمة المجتمع شهد بها الجميع. وكان في استقبال الملك سلمان لدى وصوله مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والأمير عبد العزيز بن سعود والأمير عبد المجيد بن عبد الإله ورئيس مجلس الشورى عبدالله آل الشيخ. وفيما يلي نص الخطاب الملكي السنوي، بحسب "وكالة الأنباء السعودية" (واس): بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعون الله تعالى نفتتح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، سائلين الله سبحانه أن يبارك في الجهود، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، شاكراً لمجلسكم ما قام به من أعمالٍ وما اتخذه من قرارات. لقد قامت دولتكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وشهدت منذ تأسيسها لحمة وطنية شهد بها الجميع، واستمرت عجلة التطوير والنماء في وتيرة متصاعدة، رغم التقلبات الاقتصادية الدولية. أيها الإخوة والأخوات : إدراكاً من حكومتكم أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، فقد واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي، وتأتي إعادة تنظيم أجهزة مجلس الوزراء دعماً لمسيرة التنمية. وسارت المملكة في سياستها الخارجية على مبادئها الثابتة، الملتزمة بالمواثيق الدولية، المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، الرامية إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، الساعية إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية. وفي خطابي الموزع عليكم استعراض لسياسة الدولة الداخلية والخارجية وما حققته من إنجازات". وكان رئيس مجلس الشورى عبد الله آل الشيخ ألقى كلمة قال فيها، إن "هذه البلاد المباركة تعيش صورة نادرة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، صورة تجسّد شعوراً مترابطاً بين قيادة رشيدة وشعب وفي، أثمرت أمناً واستقراراً ورخاء ونماء". وأضاف أنه "منذ تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وبلادنا تشهد قفزات متسارعة نحو التجديد والرقي والنماء، ولقد بادرتم منذ الأسبوع الأول من عهدكم المبارك بجملة من القرارات الإصلاحية والتنموية والإدارية، إذ صدر أمركم الكريم بإلغاء عدد من اللجان والمجالس العليا وإنشاء مجلسين هما: مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، كما صدر أمركم الكريم بدمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة تحت مسمى وزارة التعليم، وصدر أمركم الكريم بإنشاء مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية، لكي يكون مركزاً لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث وأعلنتم عن تخصيص بليون ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز". وتابع آل الشيخ أنه "في شهر رمضان الماضي افتتحتم عدداً من المشروعات المباركة في مكةالمكرمة والتي شملت مشروع المبنى الرئيس للتوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام ومشروع خادم الحرمين الشريفين لاستكمال الطريق الدائري الأول، وفي المدينةالمنورة افتتحتم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الجديد في المدينةالمنورة". وقال: "ولأن موضوع توفير السكن المناسب للمواطن هو من أولوياتكم، صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام رسوم الأراضي البيضاء، ما سيساهم في تقليل كلفة الحصول على المسكن الملائم، خصوصاً لذوي الدخول المحدودة أو المنخفضة". وأوضح آل الشيخ أنه "على صعيد السياسة الخارجية للمملكة لا تزال القضية الفلسطينية تحتل محوراً مهماً في سياسة المملكة، ولطالما أكدت المملكة على وجوب احترام قرارات الأممالمتحدة والعهود والمواثيق الدولية والتصدي للممارسات الإسرائيلية التي تقف في وجه جهود السلام"، مشيراً إلى أن "جهود المملكة لم تتوقف عن نصرة قضايا الأمة، بل تواصلت في سبيل إخراج الشعب السوري من أزمته التي يوشك عامها الخامس على الرحيل جراء العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري على هذا الشعب الشقيق، واحتضنت المملكة من أجل ذلك اجتماع المعارضة السورية المعتدلة لإيجاد حل للأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري". واضاف أنه "خلال شهر جمادى الثانية من العام الماضي وبرؤية حكيمة من مقامكم، انطلقت عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة ومشاركة عدد من الدول الشقيقة استجابة ونصرة للحكومة الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، بعدما قامت الميليشيات الحوثية بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح بنقض العهود والاتفاقات والانقلاب على الحكومة الشرعية ". وتابع: "لا يفوتني في هذا المقام أن أرسل تحية تقدير للجنود المرابطين الذين يخوضون غمار المعارك نصرة للحق والعدل، كما أعلنتم حفظكم الله عن تخصيص أكثر من بليون ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، كما وجهتم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع اليمنيين المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية". وأوضح رئيس مجلس الشورى أنه "في إطار التعاون العربي مع دول العالم احتضنت الرياض القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي نجحت في الخروج بإعلان الرياض الذي يعد إعلاناً غير مسبوق في شموليته وصدوره من دون أي تحفظات". وأضاف أن "علاقات المملكة شهدت تطوراً مع عدد من دول العالم، من خلال الزيارات المتبادلة وتوقيع عدد من الاتفاقات في مجالات مختلفة، إذ زار المملكة منذ توليتم مقاليد الحكم أكبر عدد في تاريخ المملكة من زعماء الدول".