نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريراً بعنوان "لو تكلم الموت"، تحدثت فيه عن صحة الصور التي تُظهر جثث معتقلين سوريين كان سربها عنصر أمن سوري منشق، يُعرف ب"قيصر" في آب (أغسطس) 2013. وأوضحت أن ما لا يقل عن 28 ألفاً و707 من هذه الصور كانت فعلاً لمعتقلين قتلوا إما في معتقلات النطام السوري، أو في مستشفياته العسكرية. وسرب "قيصر" نحو 53 ألفاً و275 صورة، تقول المنظمة إن 28 ألفاً و707 منها كانت تخص 6 آلاف و786 شخصاً، اعتقلوا بين الأعوام 2011 و2013، وتوفوا وهم رهن الإعتقال، أو بعد نقلهم إلى المستشفيات العسكرية. وأشارت "هيومن رايتس ووتس" إلى أنه إضافة إلى المجموعة الأولى التي تضمنت صوراً لجثث معتقلين مرقّمة بأعداد ثلاثية، هناك مجموعتان إضافيتان من الصور تعود إحداهما إلى جثث القتلى من الجيش والأمن، أما الثانية فتعود لما أسمته المنظمة ب"صور مسرح الجريمة"، وهي صور لأشخاص سقطوا أثناء تفجيرات وعمليات اغتيال وسيارات مفخخة عدة قالت المنظمة إنها تأكدت من بعضها. وذكرت المنظمة أنها ركزت في تقريرها على الفئة الأولى من الصور، أي تلك التي التقطت غالبيتها في المستشفى العسكري الذي يعرف ب"601"، ويقع في منطقة المزة في العاصمة دمشق، ومستشفى "تشرين العسكري". ولفتت إلى أن العدد الأكبر من الصور فيها التقطت في الفروع الأمنية بإدارة "شعبة الإستخبارات العسكرية السورية" في دمشق. وتابع التقرير أن أسباب الوفاة كانت غالباً تتعلق بالإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية المعدية والتعذيب، إضافة إلى الأمراض المزمنة التي لم يعط المعتقلون علاجاً لها مثل ضغط الدم والسكري. وذكر معتقلون قابلتهم المنظمة أن المحققين أو الحراس في المعتقلات مارسوا في فروعهم الأمنية نوبات من التعذيب بدرجات شديدة، إذ استخدموا "الشبح" (تعليق المتهمين من المعصمين لساعات أو أيام) والجلد والصعق والحرق وغيرها. وطالبت "هيومن رايتس" مجلس الأمن بالعمل على إحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، ومطالبة الحكومة السورية بالسماح لمراقبي الإحتجاز المعترف بهم بالوصول إلى المعتقلات السورية كافة، وخصوصاً التي تحدث عنها التقرير ومنها فرع "الاستخبارات الجوية" وفرع "فلسطين" من دون إخطار مسبق. وكان مجلس الأمن اعتمد الجمعة الماضي، قراراً في شأن سورية بالإجماع، شدد خلاله على ضرورة قيام جميع جهات النزاع السوري بتدابير بناء الثقة بينها ووقف إطلاق النار في شكل دائم. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جملة من الخطوات التي يجب اتباعها، منها وقف استخدام الأسلحة العشوائية ضد المدنيين، والسماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول السريع الى أنحاء سورية كافة، والإفراج عن جميع المعتقلين، مؤكداً أنه وفقاً للتقارير، فإن السجناء يتعرضون للتعذيب ولظروف فظيعة.