على غير العادة، تبدأ فتاة سعودية لم تتجاوز ال26 من عمرها هذه الأيام خوض غمار تجربة جديدة، ربما هي الأولى من نوعها، فبعد مشوار قصير، عاشته بين دهاليز المقاصف المدرسية في مدارس البنات، فكرت هذه الفتاة ثم قدرت حتى أملى عليها عقلها أن تنقل طموحها الواسع وحلمها الصغير إلى واقع ملموس وحقيقة ساطعة، فقررت علوية منقل (تسكن في مدينة ينبع غرب السعودية) إنشاء مخبز نسائي بحت، تديره وتشرف عليه بنفسها، ولم تكتف بذلك فقررت إشراك 150 فتاة سعودية معها في تشغيل وإدارة هذا المخبز. وتؤكد أصغر رئيس للجنة نسائية في الغرف الصناعية السعودية (رئيسة اللجنة النسائية في غرفة ينبع) منقل ل«الحياة» أنها رصدت رأسمال يتجاوز ثلاثة ملايين ريال للمشروع. وقالت: «أتوقع أن يفتتح هذا المخبز خلال الأشهر المقبلة خصوصاً بعد حصولي على الموافقة الرسمية على افتتاحه، إضافةً إلى أنني قررت إتاحة الفرصة أمام 150 فتاة سعودية للعمل معي في إدارة هذا المخبز». وأوضحت منقل «أن الفكرة داعبت مخيلتها منذ نجاحها في الحصول على مناقصة أكثر من 12 مدرسة للبنات، من طريق تأمين الإعاشة لهن عبر المقاصف المدرسية، كأول متعهدة أتسلم تلك المهام، ويعمل لدي حالياً 100 موظفة سعودية داخل المقاصف المدرسية، وهن موزعات على معظم مدارس البنات». وأشارت إلى أنها أكملت استعدادها لافتتاح المخبز، وجلبت آلات حديثة، وبدأت في خطوط الإنتاج الأولية وسط إشراف مباشر من إدارة التربية والتعليم في المحافظة، مشددة أن هذا المخبز «سيكون مورداً رئيساً لكل المقاصف ال12 التي تمتلك حق إعاشتها». وألمحت علوية إلى أن أهم الدوافع التي جعلها تطرق المجال التجاري، ضلوع أسرتها في هذا المجال. وقالت: «دفعني عمل أسرتي في إعاشة ضيوف الرحمن إلى دخول المجال التجاري بقوة، فأسست نفسي خطوة بخطوة، حتى تمكنت من خوض الترشيحات الانتخابية لغرفة ينبع الصناعية، وشاركت في العديد من المناقصات الحكومية على بعض المشاريع الاستثمارية، وها أنذا ماضية في طريقي، لن تضعف عزيمتي، ولن يضمر طموحي، ولن أقف أبداً عند حد معين».