كما كان متوقعاً وصلت أندية الهلال والاتحاد والشباب والنصر إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وبرهنت الأندية أنها الأقوى والأجدر للمنافسة على آخر بطولات الموسم الرياضي، على رغم اختلاف المستويات الفنية فيما بينها، ويعتبر فريق الهلال هو أكثر الفرق الأربعة إقناعاً في مستواه الفني وحضوره اللافت خلال المباراتين اللاتين واجه فيهما فريق الفتح، وأبدع مدرب الفريق غريتس في رسم سيناريو المباراتين بكل براعة، ويأتي فريق الاتحاد في المرتبة الثانية إقناعاً عقب تمكنه من حسم تأهله بنسبة كبيرة أمام الحزم من مباراة جدة، ودخوله المباراة الثانية في الرس بحسابات أخرى من المدرب هكتور، وتمسك النصر بكل قواه من أجل مواصلة المشوار إثر تكالب الظروف عليه في مباراة الأهلي، وكاد معها يفقد تأهله للمرحلة الثانية، ولم يكن فريق الوحدة محظوظاً وهو يواجه منافسة الشباب، لذلك خسر التأهل عقب التعادل السلبي الذي انتهت عليه مباراة الشرائع. الهلال «يغرد» وحيداً حال الاستقرار والثبات التي يعيشها فريق الهلال هذا الموسم انعكست إيجاباً على مستوى الفريق، وتمكن من خلق فجوة بينه وبين بقية الفرق، لذلك كان المدرب غريتس هادئاً وواثقاً في قدرات لاعبيه سواء الأساسيين أو البدلاء، وهذا ما جعله يخطط لمباراة الفتح، ويبدع لاعبوه في التنفيذ ميدانياً، وحينما اعتمد على البدلاء في المباراة الأولى فهو يدرك أن لاعبيه باستطاعتهم حسم نتيجة المباراة، وسيساعدونه في تنفيذ مخططاته في الزج بالفرقة الأساسية لمباراة الأحساء كي يتم تجهيزهم لمباراة السد الآسيوية، وهذه المخططات على رغم خطورتها في بعض الأوقات، إلا أن الثقة الكبيرة من المدرب في لاعبيه وفي لياقتهم وحضورهم الذهني أبطل أي مفاجآت قد تحدث في المباراة الأولى على وجه التحديد، وما قدمه الفريق «الأزرق» في مباراة الفتح امتداد لما يقدمه هذا الموسم من مستويات فنية لافتة، ويعتبر أكثر المرشحين حظوظاً لنيل كأس هذه البطولة. مباراة جدة «تكفي» الاتحاد سهلت نتيجة مباراة الاتحاد أمام ضيفه فريق الحزم الأولى كثيراً من أي مصاعب في ملعب الرس، وتعتبر نتيجة أربعة في مقابل هدف نتيجة حاسمة للفريق الاتحادي، لذلك كان الشوط الثاني لفرق الاتحاد بمثابة مباراة ودية يريد الخروج منها بأقل الأضرار، بالذات أن مدربه ولاعبيه يدركون صعوبة مشوارهم المقبل، سواء على الصعيد الآسيوي ومباراتهم الحاسمة الأربعاء المقبل أمام نادي بنيودكور الأوزبكي منافسهم القوي على صدارة مجموعتهم الآسيوية، لذلك تتطلب مواجهة من هذا النوع الاستعداد المثالي والدخول بكل قوة من أجل كسب نتيجتها، وعدم الالتفات إلى أي نتيجة أخرى، لذلك كانت نوايا هكتور واضحة في إراحة بعض نجومه وفي مقدمهم محمد نور وغيره من نجوم الفريق المشكوك في وجود بعض الإصابات الطفيفة لديهم، وفي الطرف الآخر وضح تأثير نتيجة المباراة الأولى على لاعبي الحزم، وتعطلت قواهم كثيراً في هذه المباراة التي انتهت سلبية في نتيجتها ومستواها الفني. النصر مع النقص كاد «يتنازل» صمد لاعبو النصر كثيراً أمام الظروف التي تعرضوا لها خلال مباراتهم أمام منافسهم الأهلي، وظفروا بالتأهل إلى مباراة نصف النهائي على رغم الخسارة بثلاثة أهداف في مقابل هدف في مباراة الرياض، فعلى رغم استبعاد أحمد الدوخي وإبراهيم غالب من حكم المباراة على مدار الشوطين، إلا أن الفريق وفق في المحافظة على مرماه مع أواخر الشوط الثاني تحديداً إثر الهجوم القوي من الجانب الأهلاوي، ويحسب للمدرب النصراوي ديسلفا تغييره الموفق بالزج باللاعب الشاب سعود حمود لسد الثغرة الكبيرة في الجهة اليمنى النصراوية، والتي كانت لمدرب الأهلي فارياس مطامع فيها عقب استعانته بعبدالرحيم الجيزاوي لتنشيط هذه الجهة، خصوصاً أن هذه المنطقة شهدت تغييرات عدة عقب استبعاد أحمد الدوخي، ويعتبر حارس مرمى النصر عبدالله العنزي أحد أهم عوامل التأهل إلى مباراة نصف النهائي عقب تصديه لكثير من الكرات الخطرة، ويحسب للفريق الأهلاوي عزمه على تعديل النتيجة من وقت باكر من المباراة، حتى استطاع تسجيل هدفين مهمين في الشوط الأول، وتسجيله هدفاً ثالثاً في وقت مهم من المباراة، إلا أن الاستعجال الكثير في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني أفسد أي بناء مثالي للهجمات القريبة على حدود منطقة ال18.