أكد مستشار الرئيس عمر البشير الدكتور بونا ملوال، وهو جنوبي مرشح للانتخابات النيابية في ملكال ويُعتبر من وجوه قبيلة الدنكا، أن الرئيس البشير سيفوز في الانتخابات «لأن شعبنا مؤمن بما قام به الرئيس لخدمة السودان وقضاياه». وشدد ملوال على أهمية بقاء الجنوب والشمال موحدين «لأن السودان يقوى بوحدته ويضعف إذا ما انقسم جنوباً وشمالاً». ونفى ملوال الذي كان يتحدث إلى «الحياة» في مكتبه في رئاسة الجمهورية، أن يكون قرار انفصال الجنوب عن الشمال «مسألة يقررها الأميركيون أو الغرب»، مشدداً على «أن السودانيين الجنوبيين هم الذين يقررون مصيرهم بأنفسهم». وذكّر بوعود البشير بأنه سيحترم قرار الجنوبيين مهما كان، وحدة أو انفصالاً. واعتبر أن من يدق طبول الحرب في الجنوب في حال اختار الجنوبيون الانفصال مخطئ، لأنه لا توجد عوامل تؤجج مثل هذه الحرب. كذلك نفى أيضاً إمكان عودة الاقتتال بين الشمال والجنوب، في حال اختيار الانفصال. ومع بدء الانتخابات التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، فإن الأنظار بدأت تتجه إلى استحقاق كانون الثاني (يناير) المقبل، موعد استفتاء جنوب السودان الذي يمكنه اختيار الاستقلال عن الشمال أو البقاء ضمن سودان موحد. وأكد ملوال أن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير توجّه على أساس «أجندة سياسية»، لكنها لم تؤثر في موقعه أو صدقيته داخل السودان. واعتبر الدكتور ريك غاي كوك، مستشار الرئيس السوداني وعضو المؤتمر القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن الشعب السوداني «متعاضد مع بعضه بعضاً من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق»، مضيفاً أن الصراع في السودان «مختلف عن الصراع في الدول العربية أو الأفريقية. فأنا بوصفي مواطناً جنوبياً شاركت في الحرب وكنت قائداً في الجيش الشعبي لتحرير السودان ولكن ليس لدي أي مشكلة مع إخواني وأخواتي في الشمال. الجنوبيون المنتشرون في كل أنحاء السودان يعيشون وسط أهلهم كرماء معززين، والعكس صحيح». وشدد على أن الصراع هو بين القوى السياسية و «البعض يصوّره على أنه صراع ديني بين المسيحيين والمسلمين، لكن ذلك غير صحيح». مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من سكان الجنوب هي من أتباع الديانات الأرواحية والتقليدية». وأكد كوك أن الجنوبيين سينتخبون البشير الذي سينال قرابة أربعة ملايين صوت جنوبي «لأن الجنوبيين يعرفون أنه أنصفهم واستجاب لقضيتهم». وشدد على أن وحدة السودان ليست موضع مساومة بالنسبة إلى الرئيس وحزبه. وأضاف: «بعد الانتخابات سنتجه الى الجنوب ونبدأ العمل لإفهام الجنوبيين معنى الوحدة وفوائدها».