توقعت مصادر في التيار الصدري ان يناقش المؤتمر الذي يعقده قياديون من الداخل والخارج رسالة وجهها عدد من معتقلي التيار في سجن كروبر الاميركي، قرب مطار بغداد، يطالبون فيها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإعادة النظر بموقفه من حركة «عصائب اهل الحق» في مبادرة للملمة اجنحة التيار، ولم يستبعد أحد قادة التيار البحث في خطط لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في قائمة مستقلة. وذكرت المصادر ان «5 من قيادات مكتب الشهيد الصدر وجّهوا رسالة من المعتقل في 23 الشهر الماضي الى الصدر طالبوه فيها بمد يده الى «العصائب» بزعامة الشيخ قيس الخزعلي باعتبارها وجهاً من وجوه المقاومة الشريفة». وأوضحت ان الموقعين على الرسالة هم «الشيخ عبدالهادي الدراجي والسيد صالح الجيزاني والشيخ على الزيدي والشيخ رحيم الشموسي وحسن سالم». ودعت الرسالة الى ان «نكون صفاً واحداً امام العدو (...) حتى نقول كلا للمحتل كلا». وختمت بالقول: «كنت قلت (الى مقتدى) هذه يدي ممدودة لحزب الله وحماس. ونحن نريد أن تمتد يد الأخوة الى أخوتك الذين يعتبرون الجناح الذي به تطير في مراتب الايمان والجهاد». وعما يدور حول المستقبل السياسي للتيار في المرحلة المقبلة كشف القيادي الشيخ صادق العبادي في اتصال مع «الحياة» وجود «خطط ورؤية لدى الخط الاول في المكتب، يمكن ان تطرح خلال مؤتمر تركيا، تفضل دخول الانتخابات النيابية المقبلة بقائمة مستقلة خاصة بالتيار بعيداً عن اي تحالفات تحت اي مسمى او عنوان». واشار الى ان» فشل تجربة الائتلاف العراقي الموحد دعتنا الى اعادة الحسابات وفق واقع الشارع، خصوصاً بعد عقد تحالفات داخل هذا الائتلاف لضرب بعضهم بعضا، بدأت بضرب التيار وانتهت الآن بصراع بين حزبي نوري المالكي وعبدالعزيز الحكيم من جهة، وسعي احزاب شيعية معروفة الى استقطاب اطراف ليبرالية وعلمانية، بما فيها حزب البعث المنحل، في محاولة لانتهاز الفرصة في حال نجحت اميركا في ايجاد بديل شيعي لحكم العراق بعيداً عن ايران». وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن منسق اجتماع تركيا هاشم الميالي قوله ان مقتدى الصدر التقى حوالى 70 شخصية، بينهم عدد من النواب، حضروا الاجتماع الذي عقد في احد فنادق اسطنبول، للبحث في اوضاع البلاد ومستقبلها. وهذا هو الظهور الثاني العلني للزعيم الشيعي خلال عامين بعدما التقى الجمعة في انقرة رئيسي الجمهورية والوزراء التركيين عبدالله غل ورجب طيب اردوغان. ونسبت «وكالة انباء الاناضول» التركية الى المتحدث باسم التيار الصدري رجل الدين صلاح العبيدي قوله: «وضعنا السلاح جانبا ولن نوجهه الى الجنود العراقيين، لكن الانتفاضة مستمرة». واضاف: «هناك انتفاضة اقتصادية وسياسية وثقافية ضد القوات التي وصلت من الخارج لاحتلال بلدنا، لكنها ستكون من دون سلاح». وكان الصدر انشأ في 2003 ميليشيا «جيش المهدي» التي اعتبرت اقوى ميليشيات العراق واشتبكت مرات عدة مع القوات الاميركية في انتفاضات دامية.