أكد السفير السعودي لدى القاهرة أحمد عبدالعزيز قطان «متانة العلاقات» بين المملكة ومصر، كاشفاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعتزم زيارة مصر «قريباً جداً». وقال قطان في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس هو الأول منذ أكثر من سنة، إن السعودية ومصر «عملتا في صمت لتطوير العلاقات في الفترة الماضية، واتخذتا خطوات إيجابية كثيرة»، مشيراً إلى أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أبلغه خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة قبل أيام بأنه «لا يمكن أن نقبل بتشويه العلاقات المصرية - السعودية». وأضاف: «عملنا على أمور عدة منذ فترة طويلة في صمت وهدوء ولا نلتفت إلى كل المقالات التي كانت تشكك في العلاقات والتي تحدثت عن أنه بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم ستتأثر العلاقات. اعتقد بأن ما حدث منذ توليه الحكم يؤكد أن كل هذه التوقعات غير صحيحة وأتمنى من كل من كتب هذا الكلام أن تكون لديه الشجاعة ليكتب مرة أخرى أن تقويمه كان خطأ». وأشار إلى ما أسفرت عنه اجتماعات اللجنة التنسيقية المصرية - السعودية في القاهرة قبل أيام من «توجيهات لخادم الحرمين بزيادة الاستثمارات في مصر لأكثر من 8 بلايين دولار (من 6 بلايين دولار الآن)، إضافة إلى توفير المواد البترولية لمدة 5 سنوات لمصر»، لافتاً إلى أن «هذا الدعم يأتي رغم التوقعات بمواجهة موازنة المملكة عجزاً، ورغم انخفاض أسعار النفط، إلا أن هذه القرارات تؤكد حرص المملكة على متانة العلاقات وتقويتها مع مصر والوقوف إلى جانبها». (راجع ص12) ولفت إلى أن «إعلان هذا الدعم كان مفاجئاً للجميع، حتى وزيرة التعاون الدولي المصرية سحر نصر فوجئت بهذا الأمر، لكن نحن نعرف تماماً قيمة مصر ونعرف ما تحتاجه مصر، ومصر تعرف أيضاً قيمة المملكة». وقال قطان: «أود أن أقول إن العلاقات المصرية - السعودية ستزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم ولا غنى لمصر عن المملكة، ولا غنى للمملكة عن مصر. نحن نتحدث عن أكبر دولتين في العالم العربي هما جناحا هذه الأمة». وسُئل السفير السعودي عن أي ترتيبات لزيارة لخادم الحرمين إلى مصر، فقال: «أؤكد أن زيارة خادم الحرمين ستكون قريبة جداً، لكن لا بد من أن تتوج هذه الزيارة بمجموعة من التفاهمات الأخرى في المجالات كافة التي تم طرحها بين الجانبين والتي نأمل بأن تخرج في صورتها النهائية حتى تكون الزيارة تتويجاً لكل الجهود التي قمنا بها». وعن موقف البلدين من الأزمة في سورية، قال: «اعتقد، بل أجزم، بأن لا خلاف سعودياً - مصرياً في شأن أي من القضايا. لكن ليس بالضرورة أن تكون وجهة النظر السعودية متطابقة مئة في المئة مع مصر، وهذا أمر طبيعي... بالنسبة إلى سورية، الهدف واحد، وهو أنه يجب إيقاف المجازر التي تُبيد الشعب السوري. المملكة وقفت وستقف مع الثورة السورية ضد هذا النظام، والهدف النهائي الذي نتفق عليه أن تبقى سورية موحدة. المنظومة العسكرية والاقتصادية يجب أن تبقى موحدة». وأشار إلى أن تفاصيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنته المملكة «ستكشف في ما بعد»، لافتاً إلى أن «الأمر تم التباحث في شأنه والتشاور بين المملكة والدول كافة التي انضمت إلى التحالف». وقال إن «مهمة التحالف الإسلامي مختلفة تماماً عن القوة العربية المشتركة (التي كانت اقترحتها مصر وتبنتها القمة العربية الأخيرة). التحالف الإسلامي سيحارب كل المنظمات الإرهابية، والقوة العربية ستتولى مهمات حماية العالم العربي من الأخطار التي يتعرض لها». وأضاف: «أؤكد أن هناك مشاورات متواصلة بين المملكة ومصر في موضوع إنشاء القوة العربية المشتركة، وسترى النور في الوقت المناسب بعد التفاهم على الأمور كافة... لا نرغب بأن تكون الدول التي ستوافق على إنشاء القوة قليلة، نرغب بأن تكون المشاركة عالية». وحين سُئل عن ضم التحالف الإسلامي مصر وتركيا وقطر، في وقت تشهد علاقات الدول الثلاث توتراً، أجاب: «أليس من الأفضل أن نكون جميعاً في بوتقة واحدة أو في مركب واحد؟ أياكم أن تعتقدوا أن العلاقات المصرية - التركية والعلاقات المصرية - القطرية ستبقى على هذه الحال». لكنه رفض تأكيد أو نفي قيام المملكة بوساطة بين مصر من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى.