بشكيك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - وعدت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونباييفا غداة استيلاء المعارضة على السلطة في قرغيزستان، في أعقاب انتفاضة شعبية أول من أمس أسفرت عن مقتل حوالى 100 شخص، بتنظيم انتخابات رئاسية خلال ستة شهور، مؤكدة أن الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف يسعى الى حشد مناصريه في مسقط رأسه جلال آباد (جنوب) من أجل الدفاع عن موقعه، «لكننا نصر على ضرورة تقديم استقالته». وأفاد بيان نسب الى باكييف ونشره موقع إخباري على شبكة الانترنت بأنه «لن يتنحى»، مطالباً بمحاسبة المعارضة على أعمال العنف الأخيرة. وأعلنت وزيرة الخارجية السابقة اوتونباييفا انه سيجري حل البرلمان الذي يسيطر عليه أنصار باكييف، موضحة أن الحكومة الانتقالية ستعمل خلال الشهور الستة المقبلة على إعداد دستور جديد، وتنظيم انتخابات رئاسية تخضع لقواعد الديموقراطية». وتعهدت إعادة أصول خصخصتها الحكومة السابقة «بشكل غير قانوني»، وعدم تكرار أخطاء باكييف الذي أوصلته «ثورة السوسن» الأولى الى السلطة عام 2005، بعدما تعهد محاربة الفساد ووضع البلاد على سكة الديموقراطية، قبل أن يتخلى عنه أنصاره بعد وقت قصير، متهمين إياه بالتسلط وتزوير الانتخابات وتوزيع المناصب والمنافع على أفراد عائلته. وسعت اوتونباييفا الى طمأنة الولاياتالمتحدة في شأن استمرار عمل قاعدتهم العسكرية في «ماناس قرب بشكيك، والتي يمر عبرها معظم الجنود الأميركيين المنتشرين في أفغانستان. وقالت: «لن يتغير شيء في الاتفاق الخاص بالقاعدة» والموقع بين باكييف والولاياتالمتحدة، في وقت أشارت قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الى تعليق الرحلات التي تدعم عمليات الحلف في أفغانستان والتي تقلع من قاعدة ماناس، مشيراً الى أن الاضطرابات السياسية لم تعطل العمليات العسكرية بدرجة كبيرة في أفغانستان. وأوضح الفريق تاد شولتيس الناطق باسم الحلف في أفغانستان انه جرى تغيير مواقع بعض الطائرات وعلقت رحلات من قاعدة ماناس وإليها موقتاً. وهذه التحركات لم تؤثر كثيراً في العمليات أو الدعم اللوجستي في أفغانستان». استبعاد حرب أهلية وفيما استيقظت بشكيك على سيارات ومتاجر محروقة، دعت اوتونباييفا السكان الى الهدوء، وعدم الرد على الاستفزازات أو تدمير أملاك مواطنين عاديين. مضيفة: «لقد قتل بعضنا أو جرح، ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم». وشهدت التظاهرات أول من أمس تخريب مقري الحكومة والرئاسة. وتحدث شهود عن إلقاء مئات من الأشخاص ملفات من النوافذ وسرقة أغراض موجودة فيهما بينها أجهزة كومبيوتر ومعدات مكتبية. وعلى رغم وجود شرخ كبير في قرغيزستان بين سكان الشمال الأكثر ثراء وسكان الجنوب الريفيين، استبعد الرئيس السابق عسكر أكاييف المقيم في روسيا اندلاع حرب أهلية، ورأى أن الوضع سيستقر خلال أيام. وقال أكاييف لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية: «لن يدعم الجنوب الرئيس باكييف، حيث مزاج التظاهر قوي أيضاً»، متوقعاً عدم منح أي دولة الرئيس المخلوع حق اللجوء السياسي، «لأنه لم يستطع تكوين علاقات صداقة مع أي دول مجاورة». دعم روسي وفي موسكو، أعلن ديمتري بسكوف الناطق باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن عرض تقديم بلاده مساعدة لقرغيزستان خلال مكالمة هاتفية أجراها مع اوتونباييفا التي وصفها بأنها «رئيسة لحكومة الثقة الوطنية». وأشار الى أن اوتونباييفا أبلغت أن قرغيزستان في وضع اقتصادي صعب وتحتاج الى مزيد من المساعدة، علماً أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن أول من أمس أن الانتفاضة «شأن داخلي يعبر عن غضب المواطنين العاديين الشديد حيال النظام». وقررت موسكو إرسال تعزيزات عسكرية الى قاعدتها في قرغيزستان تشمل 150 مظلياً «لتعزيز إجراءات حماية عائلات الجنود الروس هناك». كذلك قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال الديبلوماسي السلوفاكي يان كوبيس موفداً خاصاً الى قرغيزستان، فيما ستوفد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نائب رئيس برلمان كازاخستان يانيبك كاريبيانوف ممثلاً لها من أجل تنسيق الجهود الميدانية مع موفد الأممالمتحدة. وأملت الصين بأن يهدأ الوضع في قرغيزستان قريباً وحل الخلافات بطريقة شرعية. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها جيانغ يو: «إننا قلقون جداً من الوضع في قرغيزستان، ونأمل أن تستعيد البلاد السلام قريباً وأن تحافظ على الاستقرار».