«موحنش» مهندس هندي، يبلغ من العمر 52 عاماً، أمضى نحو نصفها في محافظة الأحساء. وعلى رغم أنه هندوسي الديانة سابقاً، إلا أنه قرر التعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال 20 عاماً، وبَلّغ عما يزيد على 1300 مخالفة نظامية وأخلاقية، غالبيتها تصنيع وترويج خمور مصنعة محلياً. وعن دوافعه في إبلاغ الجهات المختصة عن تلك المخالفات، وتعاونه مع الجهات المعنية، قال موحنش: «بعد حصولي على تأشيرة العمل في المملكة، قررت العمل بحسب نظام الإقامة والعمل في المملكة، من أجل العيش الكريم، ولم أتزوج حتى الآن، لأوفر لأسرتي حياة كريمة من ناحية مصاريف البيت وحاجات أمي وتزويج إخوتي، فأنا أكبرهم سناً، وهذا ما جعلني أتحمل المسؤولية مبكراً. لذلك أتعجب حين أرى أشخاصاً يسافرون لأجل لقمة العيش والاسترزاق، ويخالفون النظام ويرتكبون الأخطاء، وينشغلون في إفساد البلاد التي احتوتهم، بدلاً من انشغالهم في تأمين الحياة الطيبة لأسرهم». وأشار المقيم الهندي إلى أن بداية إنكاره المخالفات التي يقوم بها بعض العمال، كان قبل 20 عاماً، «لأنني لدي معرفة بصانعي ومروجي الخمور، فسعيت لإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس لذلك علاقة بكوني غير مسلم، بل من باب ضميري وأخلاقي، واحتراماً لأنظمة الدولة التي أعيش في كنفها، وكي أسعى إلى إيقاف تشويه سمعة العمال الذين يأتون إلى العيش في هذه البلاد، بعدما لاحظوا ذلك طلبوا مني التعامل معهم في التبليغ عن كل المخالفات التي أسمع عنها أو أراها، فوافقت على ذلك مباشرة. وهذا ما أسفر عن إحباط أكثر من 1300 مخالفة». ولفت موحنش إلى أن فترة مكوثه في الأحساء شدته إلى تعامل المسلمين وتقاليدهم وإنكارهم الأخطاء، «ومنذ ذلك الوقت كنت أتعلم بنفسي عن الإسلام، عبر الاطلاع على مجموعة من الكتب ومشاهدة بعض المقاطع للشيخ ذاكر نايك، فشعرت براحة واطمئنان ورق قلبي لما يحويه الإسلام من قيم عالية، وبعد إطلاع ويقين، عزمت أن أدخل دين الإسلام فأخبرت «الهيئة» بذلك، وأحضروني إلى المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الأحساء، ونطقت الشهادتين فيها.