سمحت محكمة إسرائيلية اليوم لوسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر جزئي عن "القضية الأمنية الخطيرة" التي تناولتها الصحف العبرية في الأسابيع الأخيرة من دون أن تتمكن من نشر تفاصيلها فيما نشرت كل التفاصيل في وسائل إعلام دولية. ووفقاً لما سمح بنشره فإن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) يوجّه لصحافية إسرائيلية شابة تدعى عنات كام (23 عاماً) سبق أن عملت كمجندة في مكتب قائد "المنطقة الوسطى" في الجيش الإسرائيلي (المسؤولة عن الضفة الغربيةالمحتلة) اللواء يئير نافيه تهمة "التجسس الخطير ومحاولة المس بأمن الدولة". ويدعي الجهاز أن كام قامت خلال خدمتها العسكرية الإلزامية بسرقة أكثر من ألفي مستند عسكري سري، بينها مستندات تشمل أوامر بتنفيذ عمليات عسكرية وأخرى حول انتشار الجيش، من مكتب قائد "المنطقة الوسطى" وحوّلتها إلى صحافي في صحيفة "هآرتس" هو اوري بلاو الذي نشر اعتماداً على عدد منها تحقيقاً في الصحيفة، قبل عام ونصف العام، تناول قيام جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات اغتيال ناشطين فلسطينيين ومدنيين أبرياء خلافاً للمعايير التي حددتها المحكمة العليا لتنفيذ عمليات كهذه. وكان جهاز المخابرات اعتقل الصحافية في كانون أول (ديسمبر) الماضي وفرض عليها الحبس المنزلي واستصدر أمراً جارفاً من المحكمة بمنع نشر أية معلومات حول القضية، فيما غادر الصحافي إسرائيل قبل اعتقال كام ولم يعد إليها منذ ذلك الوقت. وأجرى الجهاز مفاوضات معه ليسلمه المستندات التي في حوزته لكن هذه المفاوضات تفجرت قبل يومين.