ارتفعت أسعار النفط أمس، بعد موجة هبوط إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات ما شجع شهية المستثمرين للشراء. وصعد سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 60 سنتاً إلى 38.52 دولار للبرميل بعدما لامس أعلى مستوياته في الجلسة عند 38.95 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي الخفيف 51 سنتاً إلى 36.82 دولار للبرميل. وفي الولاياتالمتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم حالياً، اقترب زعماء الكونغرس من إلغاء الحظر على صادرات النفط الأميركية المفروض منذ 40 سنة. وفي هذه الحال ستبدأ الولاياتالمتحدة تصدير كميات كبيرة من فائض الخام لتخفيف الضغط على صهاريج التخزين. وقال الأمين العام ل «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك)، عبد الله البدري، إن تدني أسعار النفط العالمية لن يستمر وقد ترتفع خلال شهور قليلة أو عام إذ أن دورة انخفاض الأسعار تؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول. لكن معظم المحللين لا يتوقعون أن تعود أسعار النفط إلى مئة دولار حتى عام 2017 أو بعد ذلك لأن المنتجين سيواصلون ضخ كميات من الخام تزيد على حجم الاستهلاك. وقال البدري خلال أول حوار بين «أوبك» والهند في مجال الطاقة في نيودلهي: «أعمل في مجال النفط طوال حياتي وشهدت ست دورات (...) وأسعاراً مرتفعة جداً وأخرى منخفضة وهذه إحداها. لن يستمر ذلك». وأضاف: «سيتغير هذا في غضون أشهر قليلة أو سنة أو نحو ذلك». وذكر أن «أوبك» لا تستهدف سعراً معيناً لكنها تتطلع إلى سعر عادل بحيث «يمكن للدول الأعضاء تحقيق دخل مناسب ويمكننا الاستثمار لتوفير مزيد من الإمدادات للمستهلكين». إلى ذلك خفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لأسعار النفط بسبب مخاوف من استمرار تخمة المعروض لفترة طويلة، لافتة إلى أن الرفع المحتمل للعقوبات عن إيران قد يضيف إمدادات كبيرة إلى السوق عام 2016. وخفضت الوكالة في تقرير توقعاتها لسعر مزيج «برنت» في 2016 إلى 43 دولاراً من 53 دولاراً للبرميل. كما خفضت توقعاتها لسعر «خام غرب تكساس الوسيط» الأميركي العام المقبل إلى 40 دولاراً من 48 دولاراً للبرميل. ولفتت إلى أن الزيادات المستمرة في إنتاج «أوبك» من النفط طغت على الطلب العالمي المتنامي وأدت إلى نمو سريع لمخزون النفط. وتوقعت «موديز» أن يزيد الطلب العالمي على النفط بنحو 1.3 مليون برميل يومياً عام 2016، ما يمثل زيادة عن توقعاتها السابقة. من جهة أخرى، أعلنت مصادر تجارية أن السعودية شحنت خلال الشهرين الأخيرين مزيداً من النفط الخام إلى آسيا حيث عززت هوامش التكرير القوية الطلب، ما يساعد المملكة على الدفاع عن حصتها السوقية وسط منافسة شرسة. وأشار مصدر نفطي إلى «طلب أكبر على الخام السعودي مع زيادة الإمدادات الشهرية التي تطلبها المصافي الآسيوية»، مضيفاً أن المملكة زادت شحناتها لآسيا بملايين البراميل في الشهرين الأخيرين من السنة. وربما يستمر هذا الاتجاه أوائل العام المقبل إذ يؤدي هبوط الصادرات من أبوظبي إلى زيادة الطلب على الخامات السعودية ذات الجودة المماثلة. وتصدر المملكة نصف إنتاجها من الخام تقريباً إلى آسيا. وتلقى الزبائن الآسيويون الرئيسيون نحو 4.2 مليون برميل يومياً من الخام السعودي في الشهور ال11 الأولى من السنة بزيادة 2.7 في المئة على الفترة المماثلة من العام الماضي.