تباينت مواقف القوى السياسية العراقية من تقويم زيارات ممثلي الكتل النيابية انتخابية لدول الجوار للتباحث في مستقبل البلاد. وتلقت القائمة «العراقية، بزعامة إياد علاوي دعوة إيرانية لزيارة طهران أكدت انها ستلبيها لكن علاوي لن يكون في عداد الوفد. واعتبرت قائمة «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ان الزيارات تؤثر سلباً في استقلالية العراق وسيادته، «خصوصاً اذا كانت لمناقشة تشكيل الحكومة». وقال القيادي في الائتلاف عزت الشابندر في تصريح الى «الحياة»: «اذا كانت هذه الزيارات تهدف الى اعادة تعزيز علاقات البلاد مع محيطيها العربي والاقليمي فلا ضير في ذلك بل نشد على ايدي تلك الوفود الزائرة لدول الجوار لكن مناقشة شؤوننا ومستقبلنا السياسي امر يتعارض مع استقلالن وسيادتنا وهذ مرفوض جملة وتفصيلاً». وعن انعكاس تلك الزيارات على الوضع الامني قال: «يجب ان نميز بين الشأنين السياسي والامني ففي الملف الاخير لدينا عدوو اضح ومعروف الا وهو الجماعات والتنظيمات الارهابية التي تتحين الفرص لتنفيذ جرائمها وتحاول توجيه ضربة نوعية تهز النظام وهي تتحرك بأجندات اقليمية معروفة». من جهته، اكد قيادي في «التيار الصدري» رفض كشف اسمه ان «زيارة بعض ممثلي القوائم الانتخابية الفائزة يصب في مصلحة البلاد كونها تهدف الى تهيئة ارضية رصينة تعزز وتدعم الحكومة المقبلة وان لم تأت بحسب اهواء وتوقعات بعض الاجندات التي سخرت طاقاتها لمصلحة بعض القوائم». وتابع ان «بعض وفود القوائم التي بدأت جولتها في المنطقة اثمرت تفاهمات جيدة تسجل مكسباً حقيقياً للعراق ولحكومته المقبلة». وأضاف ان «الانتخابات النيابية افرزت نتائج كشفت عجز اي من القوائم عن تشكيل الحكومة بمفردها وهذا يتطلب اقامة تحالفات استراتيجية، ولجوء بعض القوائم والائتلافات الى دول الجوار كان هدفه حض هذه الدول على لعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الاطراف العراقية لا سيما ان بعض الرموز السياسية والدينية المؤثرة في المشهد السياسي تقطن في دول مجاورة». إلى ذلك، قال القيادي في «التحالف الكردستاني» عبد الخالق زنكنه ان «زيارات رموز بعض القوائم لدول الجوار يفترض ان تكون بعد اعلان النتائج الرسمية للانتخابات المصادق عليها في المحكمة الاتحادية». وأوضح: «نحن في حاجة الى تحقيق تفاهمات حقيقية في ما بيننا للوصول الى رؤى مشتركة لشكل ومستقبل الحكومة المقبلة لا القيام بزيارات، وسط تجاذبات وتداعيات امنية خطيرة». وأضاف: «نحن في حاجة الى معالجات داخلية ولا يمكن لأي من دول الجوار ان تقوم بهذا الدور من بعد، كون العراقيين هم من يتحمل مسؤولية حل خلافاتهم الداخلية والسياسية، ولا بد من تسخير تلك الجهود المبذولة في الخارج، في الاسراع في تشكيل الحكومة وانهاء السجالات والخلافات الداخلية». وكان مصدر في ائتلاف «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي اعلن تلقي القائمة دعوة لزيارة طهران خلال الايام المقبلة، موضحاً ان الهدف من الزيارة «قطع الطريق على من يحاول الاصطياد بالماء العكر». وقال النائب حسين الشعلان: «تلقت القائمة دعوة لزيارة طهران (...) تقطع الطريق على من يحاول الاصطياد بالماء العكر وتشويش افكار ايران وغيرها خصوصاً حول برنامجنا واعتبارهم وصولنا (الى الحكم) يشكل خطورة عليهم». وأكد ان «علاوي لن يكون ضمن الوفد الذي سيتوجه الى طهران». وكان الرئيس جلال طالباني ونائبه عادل عبدالمهدي ووفد من ائتلاف المالكي وآخر من «المجلس الاعلى الاسلامي» والتيار الصدري زاروا ايران اواخر الشهر الماضي، واعتبرعلاوي الزيارة تدخلاً ايرانياً في عملية تشكيل الحكومة. ويزور نائب رئيس الجمهورية القيادي في «الائتلاف الوطني العراقي» عادل عبد المهدي الكويت، قادماً من تركيا التي سبقها بزيارة لدمشق، فيما التقى القيادي في «العراقية» نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي الرئيس السوري بشار الاسد اول من امس في اطار جولة اقليمية، سبقه اليها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بزيارة البحرين ودول خليجية. وكان القيادي في «ائتلاف دولة القانون» علي الاديب وصف الزيارات بأنها «جزء من الاضطراب الموجود في البلد». وأوضح في تصريحات صحافية ان «هذه الزيارات ستنتهي عندما تشكل حكومة قوية».