لم يفقد رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عضو اللجنة التنفيذية في «الفيفا» القطري محمد بن همام الأمل في مشواره تحديه لمنافسه رئيس «الفيفا» الحالي السويسري جوزيف بلاتر الذي استمر في مقعد الرئاسة 12 عاماً منذ الثامن من حزيران (يونيو) من عام 1998، على كرسي الرئاسة على رغم فقده أصواتاً (5 مقابل 15) حول مسألة تقيد كرسي الرئاسة ب 8 أعوام فقط. وطبقاً لتحليلات نشرتها صحيفة الإنديبنيت البريطانية أمس الأول، فإن الأصوات القليلة التي أحرزها ابن همام قد تظهر أنه لم يلقَ المساندة القوية من المجلس التنفيذي، ولكن هذا الوضع قد يكون مؤشراً خطيراً ضد بلاتر في الانتخابات المقبلة التي تجرى في أيار (مايو) 2011. وتجرى في مخيلة وتفكير رئيس الاتحاد الآسيوي وبمنطق ثقافة «الكرة الإدارية»، أن الأوضاع ربما تتغير بمرور الزمن، إذ تبدأ الحملة الانتخابية مطلع كانون الثاني (يناير) المقبل، وقال أحد المقربين لابن همام: «الموقف سيكون مختلفاً أكثر من اليوم في يناير2011، وإذا حان الوقت ليعتلي آسيوي رئاسة الاتحاد الدولي وكانت هذه رغبة المجتمع الدولي الكروي فعلينا تحقيق هذه الرغبة، وإذا لم تكن فإن الإجابة ستكون طبعاً بلا»، بينما يقول محللون أوروبيون إن الإجراء الذي قاد ابن همام في زيوريخ الجمعة الماضي، لا يعني أن الأخير يرغب في منع بلاتر من اعتلاء منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، ولكنها مقترحات لجس النبض ومعرفة معارضي بلاتر. ابن همام يمثل القارة الآسيوية في تنفيذية «الفيفا» منذ عام 1996 ويرى أن قارته جاهزة لقيادة أعلى سلطة رياضية في العالم، وحتى هذه اللحظة لم ينتخب آسيوي لرئاسة «الفيفا» منذ 106 أعوام (التاريخ الحقيقي لتأسيس الاتحاد الدولي)، ولكن في اجتماع الجمعة الماضي يبدو أن مقر الدولي شم رائحة تغييرات في الوقت الراهن أو في المستقبل، ولا سيما أن ابن همام تقبل النتيجة الأخيرة بصدر رحب، مؤكداً انه تقبلها بالفهم والمنهج الكروي المعروف بالمنافسة الشريفة، وقال لصحيفة «الإنديبينت»: «إنني مقتنع وسعيد بالطريقة التي تم بها التصويت، وكيفية تعامل اللجنة التنفيذية»، ووصف محمد بن همام زميله بلاتر بأنه أكثر خبرة ودراية وحكيم وذكي في الوقت نفسه في اتخاذه القرارات التي تكون هي الأفضل وتنصبّ في مصلحة «الفيفا». وكانت جوزيف بلاتر قد تحدث أثناء جلسة التصويت، ولكن الرجلين اللذين عملا سوياً خلال حملة إعادة انتخاب بلاتر في عام 2002، لم يتم بينها أي لقاء أو اتصال عقب هذه الجلسة التاريخية. كما علق القطري ابن همام بقوله: «إذا لم نتصافح هذا لا يعني أننا أعداء، وليس هنالك أجندة سياسية مخفية حول الإجراء والاقتراح الذي قدمته في زيوريخ». ومن جانبه، أصر بلاتر على أنه لا يرى في ذلك الوضع أي غبن أو غضب شخصي، وأكد أن زملاءه في اللجنة التنفيذية سيقررون هذه المسائل الخاصة برئاسة «الفيفا» في مؤتمر الجمعية العمومية التي تتكون من 208 أعضاء من اتحاد وطني على مستوى العالم، إلا أنه أوضح أن «الفيفا» حقق أرباحاً تقدر ب 130 مليون دولار خلال عام 2009، في مؤشر واضح بأن اتحاده لم يتأثر بالأزمة المالية التي ضربت اقتصاديات الكثير من الدول، وهذه الأرقام وضعها بلاتر لنفسه ك «حزام أمان»، وقال: «نحن مرتاحون لهذا الوضع المالي الجيد، ولكن لا نقول إننا أغنياء ولكن سعداء إذا ما قارنّا الفيفا بإمكانات اللجنة الدولية الأولمبية، فإنها تأتي خلفنا وبمسافة بعيدة». وكشف ابن همام أنه لن يعيد أو ينبش هذه الموضوع مرة أخرى في اجتماع الجمعية العمومية المقبل التي حُدد لها يوما ال 9 و ال 10 من يونيو المقبل في جوهانسبيرج على هامش المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2010 بين منتخبي جنوب أفريقيا والمكسيك، وشدد على انه لن يضع نفسه في موقف في شق أعضاء «الفيفا» في وقت يحتاج الجميع إلى نجاح بطولة كأس العالم 2010. يذكر أن من أولويات الاتحاد الدولي هو التجهيز في الثاني من ديسمبر المقبل لأعضاء اللجنة التنفيذية، من أجل التصويت لاختيار الدولتين اللتين ستستضيفان مونديال العالم في عامي 2018 و2022، كما سيركز ابن همام جهوده من أجل تسخير إمكانات الاتحاد الآسيوي، لاستضافة قطر لكأس آسيا التي تجرى في العاصمة القطرية الدوحة في يناير المقبل.