تزايد الحديث على الصعيد الإعلامي، خلال السنوات القليلة الماضية، عن العنف الأسري، خصوصاً الموجه إلى الزوجة. بيد أن اختصاصية اجتماعية تؤكد وجود حالات اعتداء ضد الزوج. وعزت عدم الكشف عنها إلى «كبرياء الرجل، الذي يجعله يخجل من الاعتراف بأن امرأة ضربته». وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية فوزية الهاني أن هناك «عُنفاً يقع على الرجل من المرأة، إلا أن أشكاله مختلفة عن العُنف المُمارس على المرأة»، موضحة أن العنف الذي تمارسه المرأة ضد الرجل «لا يتعدى كونه عنفاً نفسياً. فيما تتعمد بعض النساء الإملاء على الرجل بطلبات تثقل كاهله وترهقه، فيظل يكدح رغبة في تلبية طلبات الزوجة. إضافة إلى أن بعض النساء لا يمدحن الزوج أمام أحد، بل يتعمدن إهانته وجرحه واتهامه بالتقصير مهما فعل، وتبرر بعض الزوجات ذلك بمنع الحسد». وتشير الهاني إلى عنف آخر يُمارس على الزوج من زوجته، وهو «منعه من حقوقه الشرعية». وتقول: «كل ما سبق عنف يمارس من الزوجات على الأزواج. إلا أن الأزواج يلتزمون الصمت حياله، لأن كبرياء الرجل يمنعه من الحديث وطرح مشكلاته حين يكون هو الطرف المُعنف»، مضيفة: «غالباً ما يتم التطرق إلى العنف على المرأة، إلا أن العنف ضد الرجل موجود. وقد تلقيت عدداً من الاتصالات من أزواج يُمارس عليهم العنف إلا أن البعض يمتنع عن ذكر اسمه حفاظاً على «البرستيج» والشكل الاجتماعي، ولكونه في النهاية رجلاً، ومن العيب، بحسب ثقافة المجتمع، أن يشكو ما يعانيه من زوجته»، مستدركة بالقول: «نعيش في مجتمع ذكوري، يحمي الرجل وحقوقه، ولا يوفر ذلك للمرأة». وتذكر أن من أبرز الأسباب القاصمة للعلاقة الزوجية، «خيانة الزوج أو الزوجة، وهي مرتبطة دائماً بالزوج، إلا أن هناك خيانة من الزوجة. ويعود ذلك إلى الثقافة الخارجية التي وردت إلينا من وسائل الإعلام التي تجعل المرأة تعيش في عالم من الأحلام مع شخصية غير زوجها، وهي أقرب إلى أحلام اليقظة، طالما أنها حلمت برجل ذي أوصاف مختلفة، قد لا تتوافر في الزوج، فتبحث عنها خارج أسوار منزل الزوجية. وفي بعض الحالات يكون للزوج دور في انحراف زوجته، نتيجة الإهمال. ويأتي في المرتبة الثانية نمط التعامل مع الزوجة، وتحديداً الضرب».