فرّقت أجهزة الأمن المصرية امس بالقوة تظاهرة نظّمها معارضون في القاهرة في ذكرى إضراب 6 نيسان (أبريل) 2008 للمطالبة بالإصلاح السياسي في البلاد. وأفيد أن أربعة جرحى سقطوا في تظاهرة أمس في حين اعتقلت الشرطة عشرات المحتجين. ونظّمت التظاهرة حركة «6 أبريل» التي يعود اسمها إلى إضراب نظّمته في 6 نيسان (أبريل) العام 2008، عندما تدخلت الشرطة لفض تحرّك عمّالي في مدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل) فسقط قتيلان وعشرات المصابين. وأعلنت الحركة إنها ستنظم مسيرات سلمية تبدأ من ميدان التحرير (وسط القاهرة) وصولاً إلى مقر البرلمان المصري للمطالبة بإجراء إصلاحات دستورية وتشريعية وعدم تمديد العمل بقانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ اغتيال الرئيس أنور السادات على ايدي متشددين العام 1981. ولاقت الدعوة تضامناً من عدد من الحركات الاحتجاجية وأحزب المعارضة، فيما أعلنت «الجمعية الوطنية للتغيير» التي دشّنها الدكتور محمد البرادعي قبل شهر أنها ستشارك في المسيرات التي أكدت وزارة الداخلية المصرية أنها ستواجهها إذا ما نُظّمت فعلاً. وفرضت أجهزة الأمن منذ الساعات الأولى للصباح إغلاقاً شبه تام على شوارع في وسط القاهرة، ونشرت المئات من رجال الشرطة وحافلات الجنود، في حين منعت حركة السير في بعض الشوارع وأوقف رجال الشرطة المارة للتدقيق في هوياتهم. وبدت أحياء في وسط القاهرة وكأنها «ثكنة عسكرية»، لكن ذلك لم يمنع وقوع صدامات بين أفراد الشرطة وعشرات المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط أربعة جرحى. وطاردت الشرطة المحتجين في الشوارع الجانبية واعتقلت ما يناهز 80 شاباً. وكان عشرات الشبان والنشطين المعارضين تمكنوا من الوصول إلى مقر البرلمان المصري في وسط العاصمة وامام مجمع التحرير الشهير، الا أن عناصر الشرطة سارعت في تطويقهم. وشاهدت «الحياة» رجال الشرطة يدفعون بعشرات الشباب داخل حافلة كانت متمركزة أمام الجامعة الأميركية في ميدان التحرير، بينما طارد رجال الشرطة المتظاهرين في شارع القصر العيني حيث مقر البرلمان والشوارع الجانبية. ومنع رجال الشرطة حركة السير في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير وشارع القصر العيني، وأوقفوا مرور المشاة في منطقة السفارتين الاميركية والبريطانية في ضاحية غاردن سيتي القريبة من البرلمان المصري. وفي ميدان طلعت حرب حيث مقر حزب الغد الليبرالي المعارض منعت أجهزة الأمن أعضاء في الحزب يتقدمهم زعيمه الناشط المعارض أيمن نور من المشاركة في التحرك الاحتجاجي. وطاردت الشرطة عدداً من ناشطي الحزب الذين تمكنوا من الوصول إلى الميدان واعتقلت بعضهم فيما أصيب نجل نور الأكبر شادي. وعلى بعد كيلومترات من وسط القاهرة منعت أجهزة الأمن تظاهرة طلابية في جامعة القاهرة نظمها شباب في حركة «6 أبريل» وجماعة «الإخوان المسلمين»، وفرضت السلطات طوقاً أمنياً في محيط الجامعة العريقة. واشتكت جماعة «الإخوان» مما وصفته ب «اعتداء» رجال الأمن على عدد من الطلاب المنتمين إليها في جامعة حلوان (جنوبالقاهرة)، وقالت إن رجال الشرطة اعتقلت عدداً منهم لدى دخولهم الحرم الجامعي.