ودعت وزارة التعليم أمس وزيراً مثيراً للجدل، لكن الوزارة التي تعاقب على كرسيها 10 وزراء ستستقبل اليوم (الأحد) وزيراً لا يقل جدلاً عن سلفه. فعزام الدخيل الذي لم يكمل الشهر ال11 على كرسيه ولج مقر الوزارة وسط صخب واسع رافقه من موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي كان أحد نجومه. إلا أنه من الوزراء القلائل الذين وظفوا العصفور الأزرق لتمرير أفكاره وقراراته، وليكسب من خلاله «نجومية» أيضاً، وإلى جانب «المؤيدين» لأفكاره كان لا بد من «خصوم» أو «مناوئين». (للمزيد). ولأن وزراء «المعارف» و«التربية والتعليم» السابقين له، وخصوصاً محمد الرشيد، والأمير فيصل بن عبدالله، والأمير خالد الفيصل، أثاروا حفيظة بعض القوى المحافظة، وتسبب ذلك في هجوم عليهم من بعض القوى، فإن الوزير الدخيل حاول استرضاء هذه القوى عبر بعض التغريدات «المدغدغة» لمشاعرهم. ويبدو أنه نجح في ذلك إلى حد بعيد حتى تمكن من تحويل أعداء أسلافه إلى أشد مناصريه، فاعتبر الفقيه المثير للجدل محمد النجيمي التفاعل مع إعفاء الدخيل أمس «من دلائل حب الله له»، كما ورد في تغريدة دونها في حسابه. اللافت أن الدخيل لم يكن مقرباً من التيار المحافظ، الذي أقام بعض رموزه في حسابات التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس مجالس رثاء في «المُعفى». إلا أن خصومهم المحسوبين على التيار الليبرالي من رواد «تويتر» الذين أبدى بعضهم فرحاً بإعفاء الدخيل فسروا ما كان يقوم به الوزير «المُعفى» بأنها «شعاراتية» و«استعراضية». وإذا كان الدخيل «نجماً» في «تويتر»، فإن خلفه أحمد العيسى هو الآخر نجم في موقع التواصل الاجتماعي ذاته، وإن كانت نجومية مضادة لسلفه، فصاحب كتاب «إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية» أثار معارك فكرية وكلامية في الساحة الزرقاء، كسب من خلالها «مريدين» و«ناقمين» على حد سواء. ولعل ذلك ما دفعه إلى إلغاء حسابه في موقع التواصل الاجتماعي قبيل توزيره بأيام، لتبقى مجموعة من الحسابات المسماة باسمه، وإن أكد المتحدث باسم الوزارة أنها حسابات «مزيفة». وقال في بيان صحافي: «ما يتم تداوله من حسابات في «توتير» باسم وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى غير صحيح. وليس له أي حساب في «تويتر»، إلا أن الوزير الجديد دشن حساباً باسمه في وقت متأخر من مساء أول من أمس.