أخذ الزعماء اللبنانيون يتهيأون لمرحلة ما بعد تجميد التسوية السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية، إثر تعثر مبادرة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالاستعداد لدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، لا سيما بعد تبلغ الأخير من الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في اجتماعهما ليل الخميس الماضي، أن زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ما زال مرشح قوى 8 آذار الأساسي. إلا أن مصادر تيار «المستقبل» وأخرى في قوى 14 آذار، أكدت ل «الحياة» أن خيار دعم فرنجية من الحريري ما زال قائماً ولم يتراجع، على رغم التريث. وعلمت «الحياة» أن اتصالاً مطولاً جرى ظهر أمس بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقالت مصادرهما إنه «كان ودياً وتخلله نقاش موضوعي على رغم اختلاف وجهات النظر حول ترشيح فرنجية». وانشغل لبنان الرسمي أمس بواقعة تسلم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، هنيبعل القذافي، من مجموعة قامت بخطفه من سورية حيث كان يقيم في السنوات الماضية، وبوشر التحقيق معه، على أن يستكمل غداً الإثنين من المحقق العدلي في جريمة إخفاء الإمام السيد موسى الصدر قبل أكثر من 36 سنة في ليبيا، لسؤاله عن الوقائع التي يعرفها في هذا الصدد. وكان فرع المعلومات تسلم القذافي الابن، المتزوج من لبنانية من آل سكاف، في البقاع ليل أول من أمس، بعد اتصال هاتفي تلقاه بأنه موجود في بعلبك، فوجده عناصر الفرع وقد تعرض للضرب ونقلوه إلى بيروت للتحقيق معه. وعلمت «الحياة» أن القذافي أفاد في التحقيقات الأولية بأنه كان في سورية ولم يعلم أنه نُقل الى لبنان إلا عندما استيقظ، ما يعني أنه جرى تخديره ونقله إلى البقاع. وعلى صعيد الأزمة السياسية، علمت «الحياة» أن الأسبوع الطالع سيشهد مزيداً من الاتصالات حول موضوع ملء الشغور الرئاسي، على رغم تعثر دعم فرنجية، لا سيما بين القوى المسيحية التي رفضت دعم خيار رئيس تيار «المردة»، خصوصاً أنها ستتعرض لضغوط من أجل طرح البديل. وتكثفت الاتصالات بين «القوات اللبنانية» وبين «التيار الوطني الحر» خلال اليومين الماضيين، والتقى مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي العماد عون. وقالت أوساط فرنسية مسؤولة ل «الحياة» في باريس، إن «المسؤولين الإيرانيين لا يريدون حلاً للرئاسة في لبنان قبل وضوح صورة الحل في سورية». وفي بيروت، نقل زوار عون ل «الحياة» عنه قوله إن «التفاؤل الذي أشيع عن تسوية إقليمية تتيح انتخاب الرئيس في لبنان، في غير محله» (في إشارة الى الحوار الإيراني- السعودي). وتتوقع مصادر متعددة أن يعود المشهد السياسي إلى المشكلات التي سبقت انشغال القيادات بمشروع التسوية على انتخاب الرئيس، وأهمها إمكان تفعيل عمل الحكومة في ظل الشغور الرئاسي، بعد تعطيلها نتيجة الخلاف على ممارسة الصلاحيات بالوكالة عن رئيس الجمهورية. وذكرت مصادر وزارية أن أول التحديات على الحكومة هو أن تجتمع لاتخاذ قرار في شأن حل أزمة النفايات بترحيلها الى الخارج. وأبلغ وزير الزراعة أكرم شهيب «الحياة»، بأنه يأمل في عقد جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع بعد حضوره اجتماعاً ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام مع الشركات المرشحة لالتزام نقل النفايات الى الخارج، وقال شهيب: «وصلنا الى خواتيم الملف بعد اجتماعات جدية متواصلة مع الشركات الأسبوع الفائت والقرار يؤخذ في مجلس الوزراء».