شارك حوالى 60 ألف متفرج أمس (الجمعة)، من أنصار نادي ساو باولو في المباراة الوداعية للحارس الهداف المخضرم روجيريز سيني (42 عاماً)، بينها 25 سنة قضاها في الملاعب وسجل 131 هدفاً. وقال هرمينيو اوغوستو، احد تجار ساو باولو الذي قام بجمع 50 قميصاً من النادي موقعة من مختلف اللاعبين بينها 20 من سيني وحده: «روجيريو هو بيليه بين الخشبات. انه لاعب كرة قدم استثنائي وسنفتقده كثيراً. ربما ليس الأفضل في تاريخ النادي لكنه فريد». أما ثياغو اليزيو، أحد انصار الفريق فقال: «لقد ولدت في ساو باولو وقد اردت وداع أحد ابرز القدوات بالنسبة لي. لقد بذل سيني جهودا رائعة لدفاع عن الوان النادي، لم يعد هناك الكثير من امثاله». وشارك في المباراة بعض من أساطير النادي أمثال راي وكافو. عاش سيني في بدايته على ظل زيتي، سلفه الذي ألهمه بين الخشبات الثلاث، وراقب من على مقاعد البدلاء جعل الجيل الذهبي المكون من كافو وراي ومولر الذي جعل ساو باولو يتربع على قمة القارة الأميركية الجنوبية ثم العالم. بدأ حارس المرمى الواعد مشواره مع الفريق الاول في 25 آب (أغسطس) 1993، خلال مباراة ودية في إسبانيا. لكنه كان متعطشاً لبلوغ القمة على الرغم من أنه عاشها سابقاًَ، ولم يهدأ له بال حتى صعد على أعلى منصات التتويج وهذه المرة كقائد والكؤوس بين يديه. وأوضح راي القائد الذي رفع كأس الانتركونتيننتال العام 1992: «ألقابنا ميزت بداية مسيرته الاحترافية، فرض نفسه بسرعة ضمن المجموعة التي توجت باللقب وعرف كيف يستخلص العبر». حارس المرمى المحترف وصاحب الارقام القياسية الذي يتهمه أعداؤه بالغطرسة، حقق طموحه بعد مرور 12 عاماً، عندما فاز ساو باولو بلقب كأس ليبرتادوريس للمرة الثالثة في تاريخه العام 2005، تلاها بطولة العالم للأندية في العام ذاته. في العام التالي، محا سيني الرقم القياسي لحارس المرمى البارغوياني خوسيه لويس تشيلافيرت عندما أصبح افضل حارس مرمى هداف في التاريخ. وفي العام 2013، حطم الرقم القياسي في عدد المباريات التي خاضها الأسطورة بيليه مع سانتوس (1116 مباراة). وفي تشرين الأول (اكتوبر) 2014 حطم سيني الرقم القياسي في عدد الانتصارات مع فريق واحد، وأزاح اسطورة مانشستر يونايتد الانكليزي الويلزي راين غيغز (590 مقابل 589 للأخير). وعلى الرغم من مسيرته الرائعة مع ساو باولو، فان سيني لا يملك مسيرة مماثلة مع منتخب بلاده، إذ خاض أقل من 20 مباراة دولية مع «السيليساو». القائد الأبدي لساو باولو كان ضمن التشكيلة التي توجت بكأس العالم العام 2002 ، لكنه لم يلعب أساسيا ولو دقيقة واحدة ولازم مقاعد الاحتياط طيلة البطولة. ولم يخض سوى ثمانية دقائق في كأس العالم 2006 في ألمانيا وكانت ضد اليابان. ويتذكر راي قائلا: «روجيريو حظي ببعض الفرص مع السيليساو لكنها كانت في فترة صعبة للغاية والعلاقات بين اللاعبين كانت صعبة جداً». ظهرت رغبة سيني في الاعتزال منذ عامين عندما كان عمره 40 عاماً، ولكنه كان يجد في كل مرة سبباً مقنعا لمواصلة المشوار والاستمرار في الملاعب. وعلق سيني على انجازاته قائلا: «أي لاعب يبقى 20 عاماً في نفس النادي يمكن ان يحقق هذه الاحصائيات الكبيرة، ما أدين به الى الله واصدقائي وفريقي هو انني قضيت هذه السنوات بنفس رغبة الفوز».