نقض ديوان المظالم أمس قراراً أصدره وزير التعليم عزام الدخيّل قبل أيام، يقضي بإغلاق مدرسة أهلية عالمية في جدة، إثر وفاة أحد الطلاب داخل حافلة تابعة لها، إضافة إلى مخالفات أخرى. وألزم الديوان بإعادة افتتاح المدرسة، ومتابعة الطلاب والطالبات دراستهم فيها. فيما اعتبر مستشار قانوني قرار الوزير يأتي في إطار «إساءة استخدام الصلاحيات لامتصاص الغضب». واعتبر المحامي المستشار القانوني الدكتور عمر الخولي، قرار الوزير «خاطئاً»، عازياً ذلك إلى عدم وجود تلازم وارتباط بين استمرار الدراسة ووفاة الطفل، مبيّناً أن وفاة الطفل واقعة ينبغي التحقيق فيها على وجه الاستقلال، وعدم ربط استمرار الدراسة في المدرسة بهذه الواقعة بأي شكل من الأشكال. وقال الخولي ل«الحياة»: «قرار الوزير بإغلاق المدرسة يلحق الضرر ليس بالطلاب وحدهم، وإنما بمنسوبي المدرسة كافة، والعملية التعليمية ونشاط المدرسة بصفة عامة، خصوصاً أن الواقعة لا تقتضي الإغلاق نهائياً، فمن غير المقبول أن يكون هناك شخص مثل الوزير ولديه هذه الصلاحيات ويسيء استخدامها لامتصاص الغضب الشعبي، واسترضاء الناس، أو حتى إظهار القوة التي لا معنى لها بهذه الصورة، لذلك فإن ديوان المظالم كان له كل الحق في إلغاء هذا القرار، خصوصاً مع وجود مصالح مرتبطة بهذه المدرسة وإغلاقها يضر بهذه المصالح، ولاسيما أن الخطأ ليس تعليمياً وإنما فردياً من قائد الحافلة الذي لم يتأكد من خلو الحافلة من الأطفال». وأوضح المحامي الخولي أن الحكم الصادر من ديوان المظالم يعدّ حكماً ابتدائياً ويحق لوزارة التعليم الاستئناف مع بقاء المدرسة مفتوحة والدراسة مستمرة فيها حتى نهاية العام الدراسي. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لتعليم جدة، والمتحدث باسم وزارة التعلم عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل النصيّة للتعليق على حكم ديوان المظالم، إلا أنها لم تلق رداً. فيما أكد أحد أولياء أمور طلاب المدرسة، أن قرار ديوان المظالم القاضي بنقض قرار وزير التعليم وإعادة فتح المدرسة، أنقذ ابنه وابنته من مصير مجهول، خصوصاً أن الإغلاق جاء مع قرب انتهاء الفصل الدراسي. بدوره، قال مالك المدرسة عبدالله السلمي ل«الحياة»: «إن المدرسة تنتظر عودة طلابها وطالباتها في أسرع وقت ممكن، وسيتم عقد اجتماع لترتيب جميع الأمور وإيضاح كل التفاصيل». وكان وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل أصدر قراراً بإغلاق إحدى المدارس الأهلية في جدة، إثر حادثة وفاة طفل في إحدى الحافلات التابعة لها للمدرسة منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إذ ذكر الحساب الرسمي لإدارة التعليم بمحافظة جدة في «تويتر»: «وزير التعليم يصدر قراراً بالإغلاق النهائي لمدرسة البحر الأحمر العالمية بجدة إثر حادثة وفاة الطفل «عبدالملك» في حافلة المدرسة». وتعود تفاصيل الحادثة، إلى أن الطفل عبدالملك البالغ (5 سنوات)، وهو من إحدى الجنسيات العربية، توفي في حافلة للنقل المدرسي التابعة للمدرسة الأهلية منتصف أكتوبر الماضي، وأجرت شرطة المحافظة وإدارة التعليم حينها تحقيقات حول الحادثة قبل رفعها إلى الجهات المختصة التي أصدرت القرار.