جنيف، أمستردام – أ ف ب، أ ب – بعد أسبوعين على مجزرة كاليفورنيا وفشل الاستخبارات الأميركية في رصد «دردشات جهادية» على الإنترنت بين منفذَيْ المجزرة سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك، عادت إلى الواجهة مسألة تقصير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في رصد الإرهابيين، وتحديداً على شبكات الإنترنت، فضلاً عن عجزه في رصد اقتناء الزوجين ترسانة أسلحة. وقال مدير «أف بي آي» جيمس كومي في جلسة استماع أمام الكونغرس ليل الأربعاء، إن الزوجين تبنّيا التطرف قبل أن يلتقيا، وناقشا على الإنترنت مسألة «الجهاد والشهادة» منذ 2013، علماً أن تاشفين أُعطِيت لاحقاً إذن إقامة في الولاياتالمتحدة. واعترف كومي بصعوبة رصد الذين يستوحون أفكارهم من «مجموعات إرهابية أجنبية»، وقال: «العجز في كشفهما هو همي الأكبر... رأينا الكثير من الحالات التي يتصل فيها المشبوهون عبر (مواقع) الألعاب الإلكترونية وبعضها مشفّر». وأشار مدير «أف بي آي» إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تتمكن من قراءة أكثر من 109 رسائل مشفّرة متبادلة بين أحد منفذي هجوم غارلاند في تكساس، الذي استهدف مسابقة لرسوم كاريكاتور في أيار (مايو) الماضي، ومتطرف معروف في الخارج. وعبّر كومي عن أسفه لعدم وجود عدد كافٍ من العناصر لمراقبة «ملايين» الحوارات على الإنترنت. ويحاول مكتب التحقيقات الفيديرالي تحديد هل لمنفذَيْ اعتداء كاليفورنيا شريك أو أكثر، وما إذا كانا ينويان شن اعتداءات أخرى، نظراً إلى ترسانة الأسلحة التي كانت في حوزتهما. حملة جنيف في غضون ذلك، امتدت حملة مطاردة متورطين باعتداءات باريس إلى جنيف حيث أعلنت أجهزة الأمن أنها «تبحث في شكل مكثّف» عن أشخاص أُبلِغَت بوجودهم في المقاطعة السويسرية. واقتضى ذلك رفع حال التأهب في جنيف خصوصاً في مقر الأممالمتحدة حيث نشرت عناصر أمن مسلّحة. وقال ايمانويل لو فيرسو مسؤول الاتصالات في إدارة المقاطعة للإذاعة السويسرية: «انتقلنا من التهديد المبهم إلى التهديد المحدد». ونشرت صحيفة «لوماتان» صورة لأربعة ملتحين، أشارت إلى أن السلطات الأميركية سلّمتها إلى الشرطة السويسرية، فيما قال مسؤول عن أمن مقر الأممالمتحدة في جنيف أن الأربعة مرتبطون ب «داعش». وأفادت صحيفة «لاتريبون دو جنيف» بأن الشرطة تبحث عن شخصين آخرين، إلى جانب المشبوهين الأربعة، دخلا الأراضي السويسرية بسيارة تحمل لوحات تسجيل بلجيكية. وفي أمستردام حُكِمَ ستة متشددين بالسجن فترات تصل إلى ست سنوات، بعد إدانتهم بالانتماء إلى خلية إرهابية تُجنِّد الشباب للقتال مع تنظيمات مثل «داعش»، وتبث تحريضاً وكراهية على مواقع الإنترنت. وينتمي الستة إلى خلية من ثمانية بينهم امرأة، وحُكِم اثنان منهم غيابياً أمس، لوجودهما خارج البلاد ويُعتقد بأنهما يقاتلان في صفوف «داعش» في سورية والعراق. ورأى الادعاء أن الأحكام نصر للقضاء الهولندي في معركته ضد الإرهاب، فيما اعتبر فريق الدفاع أنها أتت في ظل التأثر بتداعيات اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.