قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس ماراثوناً مقدسياً نُظم رداً على ماراثون «تهويدي» نظمته بلدية الاحتلال في مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي. وكان الماراثون الإسرائيلي انطلق صباح أمس بمشاركة أكثر من 20 ألف عداء من منطقة الكنيست ومتحف إسرائيل، قبل أن ينقسم المشاركون إلى مسارات عدة، أكبرها يبلغ طوله 42 كيلومتراً. وأعدّت بلدية الاحتلال برنامجاً خاصاً من الجولات والمحاضرات بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية التوراتية، علماً أن التحضيرات للماراثون بدأت بنشر عدد من اللافتات الكبيرة في معظم مداخل البلدة القديمة في القدس، وفي العديد من شوارع المدينةالمحتلة. كما أقامت بلدية الاحتلال معرضاً رياضياً كبيراً، ونظمت جولات سياحية داخل المسجد الأقصى للمشاركين في الماراثون، علماً أن الأقصى شهد الاثنين أفواجاً كبيرة من السياح الأجانب الذين دخلوا إليه تحت إشراف بلدية الاحتلال. وأفادت مصادر فلسطينية بأن المئات من جنود وشرطة الاحتلال انتشروا في أرجاء القدس منذ ساعات الصباح الباكر لتأمين الماراثون، وأغلقوا البلدة القديمة في القدسة وعدداً من الطرق الرئيسة التي يسلكها المواطن المقدسي، منها الشارع الرقم 1، كما نصبوا المتاريس الحديد عند أبواب البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها، ما أسفر عن تعطيل حياة المواطنين المقدسيين الطبيعية. كما منعت سلطات الاحتلال الرجال الفلسطينيين دون سن الأربعين عاماً من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. ماراثون فلسطيني ورد الفلسطينيون الذين يعارضون إقامة هذا السباق في جزء من القدسالشرقيةالمحتلة، بتنظيم ماراثون فلسطيني. وقال منظمو الفعالية إن «قوات خاصة» إسرائيلية قمعت الماراثون الذي انطلق صباح أمس من قرية العيسوية، وشارك فيه العشرات من المقدسيين الذين رفعوا العلم الفلسطيني. وأوضحوا أن القوات الإسرائيلية اعتقلت الناشط المقدسي، عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص، وتاج محيسن، كما أبعدت الأطفال بالقوة عن السباق، ما أدى إلى إفزاعهم، كما اعتقلت الناشط المقدسي جهاد عويضة والأسير المحرر كايد الرجبي خلال رفعهما الأعلام الفلسطينية في مقابل الماراثون الإسرائيلي. وأضافوا أن المشاركين ارتدوا قمصاناً كتب عليها :»ماراثون القدس ال 3 من أجل عروبة القدس ... توقف فكر مرتين قبل أن تشارك في ماراثون سياسي وليس رياضي». ونقلت وكالة «معا» عن أبو الحمص قوله إن الماراثون الفلسطيني «جاء للرد على الماراثون الاحتلالي الذي يحاول إظهار القدس بأنها مدينة يهودية، ويشارك فيه الآلاف من الإسرائيليين والأجانب»، مؤكداً أن «الفعالية الاحتلالية هي سياسية بحتة وليست رياضية كما تدعي البلدية». وأضاف: «على بلدية الاحتلال توفير الخدمات المختلفة لسكن المدينة، وألا تتدخل بالأمور السياسية». من جانبها، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري الوكالة فرانس برس» إن «مئات من المتظاهرين (المقدسيين) الذين يحملون أعلاماً فلسطينية حاولوا تعكير أجواء سباق الماراثون في منطقتين مختلفتين منه»، مضيفة: «نجحت الشرطة في تفريقهم بسهولة، وأقيم السباق بسلام». مقاطعة ودعت «حملة بي دي أس الدولية» (مقاطعة وعدم استثمار وعقوبات) إلى مقاطعة شركة المستلزمات الرياضية «نيو بالاس» وشبكة الفنادق «كراون بلازا»، وهما من الجهات الراعية لماراثون القدس. واعتبرت في بيان أن «دعم نيو بالاس وكراون بلازا (شبكة فنادق انتركنتيننتال) الماراثون يندرج في إطار الدعاية الرسمية الإسرائيلية»، موضحة أن «الدعاية الرسمية للماراثون تقدم القدس على أنها وجهة سياحية ثرية بالتنوع الثقافي والتاريخي، من دون الإشارة إلى الجهود الإسرائيلية المنهجية لتهويدها».