علمت «الحياة» أن تجار ومربي المواشي بدأوا تحركاً لإنشاء جمعية تُعنى بمناقشة المشكلات التي تعترضهم، خصوصاً في ظل أزمة الشعير التي تمر بها المملكة في الوقت الحالي، مؤكدين أن ما يحدث في سوق الأعلاف حالياً وبخاصة زيادة أسعار الشعير يقف حائلاً أمام تنمية قطاع الثروة الحيوانية في المملكة. وقال مدير مؤسسة الشلوي لاستيراد المواشي عبدالله الشلوي: «نحن في طور إنشاء جمعية تضم مربي وتجار المواشي تتولى البحث في مشكلاتهم ووضع الحلول لها للمربين والتجار على حد سواء». وأضاف أن «الظروف الراهنة تفرض إنشاء تلك الجمعية إذ يواجه تجار ومربو المواشي معوقات عدة، أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف، والتلاعب بالأسعار»، مشيراً إلى أن الجمعية «تهدف أيضاً لمساعدة المربين في مواجهة الأمراض التي تصيب المواشي، ودعم قطاع الثروة الحيوانية في المملكة بإزالة المعوقات التي تواجهه». وأكد ان قطاع الثروة الحيوانية في المملكة يحتاج إلى دعم كبير لتنميته، في ظل الارتفاعات غير المبررة في أسعار الأعلاف، ما يتسبب في هدر الثروة الحيوانية مستقبلاً، والتي تحتاج إلى مساندة، خصوصاً أن السعودية تعد من الدول المستوردة للمواشي، إذ يبلغ حجم استيرادها نحو خمسة ملايين رأس سنوياً. وحول كيفية الحد من غلاء أسعار الأعلاف، طالب الشلوي الجهات المسؤولة باستيراد الشعير مباشرة وتوزيعه على الموزعين، «مع تحديد هامش ربح معين للموزعين وذلك لتفادي ما يحدث الآن من تلاعب التجار في الأسعار وتخزين كميات كبيرة من الشعير، وتحجج تجار الأعلاف بزيادة الأسعار بتأخر صرف إعانة الأعلاف». واقترح صرف إعانة الشعير إلى مربي المواشي من خلال التنسيق مع البنك الزراعي، حتى يستفيدوا مباشرة بدلاً من إعطائها التجار الذين لا يلتزمون بالأسعار ويقومون بالتلاعب فيها، مشدداً على أن زيادة أسعار الشعير أخيراً أثرت في أسعار المواشي. واستغرب الشلوي تصريح وزير الزراعة فهد بالغنيم في وقت سابق بتثبيت أسعار الشعير عند 27 ريالاً للكيس، وقال: «اشتري الشعير من الموزعين بعد تصريح الوزير ب 38 ريالاً للكيس بزيادة 11 ريالاً عن السعر الذي أعلنه وزير الزراعة في الأيام الماضية». من ناحيته، قال تاجر المواشي مسعد النفيعي إن «تجار الأعلاف لم يكتفوا في تلاعبهم بزيادة الأسعار فحسب بل امتد التلاعب إلى خفض أوزان الأكياس، إذ من المفترض ألا يقل وزن الكيس عن 50 كيلو غراماً، ولكنها في أفضل الأحوال لا تتجاوز 45 كيلو غراماً». ورأى النفيعي أن «أسعار الأعلاف لم تعد واضحة، ففي كل يوم نرى أسعاراً مختلفة، وهي اما أن ترتفع بقوة أو تنخفض بشكل محدود، ولا توجد أسباب واضحة لتلك الحالة». وأشار إلى أن غلاء أسعار الشعير أثر بشكل كبير في صغار مربي المواشي الذين لا يزيد عدد المواشي التي بحوزة الواحد منهم على 300 رأس، وهو ما أدى إلى عزوف الكثير من صغار المربين عن تربية المواشي، بل وقيام بعضهم ببيع ما لديهم بأسعار منخفضة، لعدم قدرتهم على الاستمرار في تربية المواشي مع الزيادة الكبيرة في أسعار الشعير. أما تاجر المواشي سالم الرحيمي فانتقد غياب دور وزارة التجارة في مراقبة الأسعار، وعدم معاقبة التجار المخالفين الذين يقومون بتخزين الشعير وتعطيش السوق، وإيهام المستهلك بنفاد الشعير من السوق من أجل رفع الأسعار. وحذر من أن استمرار ارتفاع أسعار الشعير سيؤثر بشدة في مربي المواشي خلال الفترة المقبلة، وبخاصة أن موسم الرعي الذي تشهده بعض مناطق المملكة سينتهي خلال الأيام المقبلة، وهو ما سيزيد من معاناة المربين، مؤكداً أن غلاء الأعلاف رفع أسعار المواشي على المواطنين.