قال أمير قطر رئيس الدورة الخليجية ال35 الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته أمس: «إن استمرار الأزمة السورية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية (...) لقد تجاوزت تداعيات هذه الأزمة الحدود السورية والإقليمية لتهدد الأمن والاستقرار في العالم، لذا يتعين علينا كعرب العمل على وضع حد لهذه الكارثة وحماية الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تحقن دماء السوريين وتخفف معاناتهم، والسعي الجاد إلى تنفيذ مقررات «جنيف1» التي تلبي تطلعات الشعب السوري وآماله وتحفظ كرامة المواطنين وحقهم في ممارسة إرادتهم الحرة، لتحديد مستقبل بلدهم من دون قسر أو إكراه من قوة محلية أو إقليمية أو دولية»، مشيداً بدعوة المملكة لأطراف المعارضة بالاجتماع في الرياض. وأكد الشيخ تميم في كلمته أمس أن المجلس الخليجي قادر على التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة، وذلك بفضل تضامننا وتعاوننا المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها»، مشيراً إلى أنه على رغم مسيرة العمل الخليجي فإن «تطلعات شعوبنا أكبر مما تحقق، لذلك فإننا مطالبون بمضاعفة الجهد من أجل تحقيق تلك التطلعات». وشدد على أن «الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر وتهدد الأمن والسلم الدوليين، وأن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بمضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، والقضاء على أسبابه الحقيقية بكل ما أوتي من وسائل وإمكانات». ودعا إلى مواجهة كل من «يتربص بالإسلام ويتخذ مما تقوم به الجماعات الإرهابية ذريعة لمهاجمته وتشويه صورته وتحميل عموم المسلمين وزر أفعال لا يد لهم فيها، بل هم أول ضحاياها، وهو ما يستدعي منا التصدي لهذه المغالطات وإبراز حقيقة الإسلام وتسامحه واحترامه للآخر». وقال إنه «على الرغم من المساعي الحثيثة التي تبذلها دول المجلس، وجهود المجتمع الدولي لإحلال السلام العادل في الشرق الأوسط، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فإنه ليس من المقبول أن تظل القضية الفلسطينية دون حل ورهينة للسياسات الإسرائيلية العنصرية، وإن استمرار تراخي المجتمع الدولي إزاء واقع الاحتلال الإسرائيلي وممارساته سيقود إلى نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. ومن حقنا، بل من واجبنا، أن نطالب المجتمع الدولي بأن يفرض على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي العربية وعدم عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وفي الملف اليمني قال الشيخ تميم آل ثاني: «نؤكد مجدداً حرصنا على استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، كما نؤكد دعمنا للشرعية ورفضنا لكل المحاولات لفرض سيطرة فريق على اليمن بالقوة، وإدانتنا لهذه المحاولات الفاشلة، وبفضل موقف الشعب اليمني وتضامن التحالف العربي، ونحن نؤكد على ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني في يناير (كانون الثاني) 2014 وإعلان الرياض في مايو (أيار) 2015 وقرار مجلس الأمن رقم 2216». ... و القمة تعقد وسط تحديات بالغة الخطورة أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن سعادته بالمشاركة في أعمال الدورة ال36 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال الشيخ تميم في تصريح صحافي لدى وصوله الرياض، أمس: «يسرني أن أتوجه بخالص تحياتي وتحيات الشعب القطري إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقرونة بأطيب تمنيات الخير له ولشعب المملكة». وأضاف: «كما يسرني أن أحيي إخواني قادة دول مجلس التعاون المشاركين في أعمال هذه الدورة التي يحدونا الأمل بأن تسفر عن نتائج في مستوى التحديات بالغة الخطورة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وتسهم بعون الله في تعزيز مسيرة المجلس، وفي تحقيق أهدافه المنشودة». وسأل في ختام تصريحه الله -العلي القدير- أن يأخذ بأيدي الجميع، وأن يكلل أعمالهم بالتوفيق والنجاح لما فيه خير ومصلحة شعوب الخيلج العربي والأمتين الإسلامية العربية.