شهدت جرود عرسال اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية تصعيداً أمنياً عنيفاً ولافتاً تمثل باستهداف مدفعية الجيش اللبناني من الثامنة صباح أمس، وعلى مدار ساعات النهار وفي شكل مركز تحركات وتجمعات لمسلحين في وادي حميد ووادي الخيل في الجرود، فيما شوهدت تحركات للجيش اللبناني داخل عرسال وعلى أطرافها، وعاش أهالي المنطقة حالاً من الترقب والحذر والخوف. وتحدثت وكالات الأنباء اللبنانية عن «إصابات في صفوف المسلحين». وتكثفت عمليات استهداف الجيش للمسلحين بوتيرة أقوى في فترة بعد الظهر. وتركزت بحسب شهود، ل«الحياة» في المنطقة التي حصلت فيها عملية تبادل العسكريين المخطوفين، وما بعد هذه المنطقة التي ينتشر فيها المسلحون السوريون الذين يصنفهم الجيش اللبناني بأنهم إرهابيون. وفيما قالت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) إن «مدفعية الجيش حققت أهدافاً وإصابات مباشرة في صفوف مسلحي «جبهة النصرة» ما أدى إلى مقتل القيادي في الجبهة المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه في استهداف لآلياتهم في وادي الخيل، وأن خمسة مسلحين على الأقل قتلوا كانوا يحاولون سحب جثث قتلاهم»، أورد موقع «العهد» الإخباري التابع ل«حزب الله» أن «مجاهدي «المقاومة الإسلامية» تمكنوا من قتل القيادي في «النصرة» الإرهابية المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه في استهدافٍ لموكب من 3 سيارات في وادي الخيل في جرود عرسال. كما قُتل خمسة مسلحين حاولوا سحب جثث القتلى تم استهدافهم في شكل مباشر مرة ثانية، وفق «العهد» الذي أورد تفاصيل العملية، بأنه في التاسعة إلا ربعاً صباح أمس، استهدف مجاهدو المقاومة موكب الجبة والملقب ب«الأسمر» لدى مرور موكبه في وادي الخيل في جرود عرسال بينما كان في مهمة تفقدية لنقاط انتشار مسلحي جبهة النصرة في المنطقة. وأسفر استهداف الموكب بعد رصد دقيق لتحركه، عن مقتل الجبة وثلاثة من مرافقيه. وحاول مسلحو «النصرة» سحب جثثهم، لكن مجاهدي المقاومة عاودوا استهداف الموكب بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية المباشرة ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين آخرين. ودارت اشتباكات بين مجاهدي المقاومة ومسلحي «النصرة» استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية المباشرة وسط محاولات متكررة من الإرهابيين لسحب جثث مسلحيهم». وذكر الموقع انه «بالتزامن مع هذه الاشتباكات، استهدف الجيش اللبناني تجمعات لإرهابيي «النصرة» في جرود عرسال بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ محققاً إصابات مباشرة». وبحسب الموقع المذكور فان «أبو فراس الجبة» كان يتزعم سابقاً «لواء أحرار القلمون»، وبايع جبهة «النصرة» الإرهابية أخيراً وينضوي تحت إمرته ما لا يقل عن 70 مسلحاً». وبثت قناة «المنار» لاحقاً مشاهد عن عملية استهداف الجبة. ومساء أورد موقع «العهد» أن «مجاهدي المقاومة يستهدفون بالقصف الصاروخي والمدفعي تجمعات مسلحي تنظيم «داعش» في وادي ميرا شرق رأس بعلبك في جرود عرسال ويحققون إصابات مباشرة في صفوفهم». ونقلت وكالة «فرانس برس» أن «حسابات قريبة من جبهة النصرة أوردت على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل الجبة خلال اشتباكات في جرود بلدة فليطة» السورية قرب الحدود مع لبنان، واصفة إياه ب»القيادي في «جيش الفتح» في منطقة القلمون. إلى ذلك، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني في بلدة القاع شقيقين سوريين للاشتباه بانتمائهما إلى المجموعات المسلحة، وتم نقلهما إلى ثكنة أبلح للتحقيق معهما.