يعتبر القطاع السياحي أبرز القطاعات المتضررة بفعل الاضطرابات الأمنية الخطرة والاعتداءات الارهابية التي تعرّضت لها دول عدة في المنطقة أخيراً. وذكرت وزيرة السياحة التونسية سلمى الرقيق الأربعاء الماضي، أن عدد السياح القادمين إلى تونس بلغ 4.8 مليون سائح حتى 20 تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، وتراجع بنسبة 26 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق. وأكدت الرقيق ان تراجع عدد السياح جاء نتيجة الأوضاع الأمنية التي مرت بها البلاد، موضحة ان الوزارة اتخذت اجراءات عدة بالتنسيق مع وزارات داخلية ل «الحد من التداعيات السلبية للأوضاع الأمنية على القطاع السياحي». وشهد قطاع السياحة التونسي خلال العام الحالي تراجعاً لما شهدته البلاد من أعمال إرهابية استهدفت في آذار (مارس) الماضي متحف «باردو» وسقط عشرات القتلى من السياح الأجانب، وحادث اعتداء مرسى القنطاوي، حين قتل طالب تونسي مسلح بكلاشنيكوف 38 سائحاً بينهم 30 بريطانياً في أحد الفنادق. وفي لبنان، أطلق رئيس اتحاد نقابات المؤسسات السياحية بيار الأشقر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، نداءً في وجه أهل السياسة في لبنان ل «الكفّ عن الإمعان في تخريب البلد والاستهتار بمصير المؤسسات ومستقبل الشباب، وفي ضرب بنية البلد الاقتصادية وتشويه صورته الجميلة». وعرض الأشقر ما تكبّده القطاع السياحي حتى الآن، كاشفاً عن «إقفال مئات المطاعم وتهديد مئات أخرى بالإقفال خصوصاً في وسط بيروت، فيما الفنادق مقفلة جزئياً بإغلاق أكثر من 50 في المئة من طبقاتها وغرفها، وهذا الأمر يتطور ليصبح كلياً لبعضها. وأقفلت أكثر من 100 شركة من وكالات تأجير السيارات، في وقت انخفض فيه عدد السيارات من حوالى 16 ألفاً إلى حوالى ثماني آلاف»، مضيفاً أن البلد خسر اليد العاملة الخبيرة من شبابه، بعدما أٌجبرت المؤسسات السياحية بتقليص العاملين لديها من 130 ألفاً إلى 100 ألف. اما مصر، توقعت الشهر الماضي تباطؤاً كبيراً في قطاع السياحة الذي يُعد أحد أهم موارد النقد الأجنبي. وأطلق وزير السياحة هشام زعزوع حملة للترويج للسياحة الداخلية في شرم الشيخ في محاولة لإنقاذ موسم الشتاء في المنتجع الأهم في البلاد، في أعقاب سقوط الطائرة الروسية الذي دفع موسكو ولندن إلى إجلاء رعاياهما من شرم الشيخ، اذ رجحت دول غربية أن يكون سقوط الطائرة كان نتيجة انفجار قنبلة. ووفق إحصاءات البنك المركزي المصري، فإن مصر استقبلت العام الماضي 9.9 مليون سائح، وزادت إيرادات السياحة في العام المالي (2013- 2014) إلى 7.3 بليون دولار من 5.1 بليون دولار في العام المالي (2012-2013)، وقالت الحكومة إنها تستهدف رفع دخل السياحة إلى 26 بليون دولار في العام 2020. وأوضح الوزير أن حملة «شرم الشيخ في قلوبنا» تعتمد على إطلاق برامج سياحية في مدينة شرم الشيخ للمصريين بأسعار مناسبة، لافتاً إلى أن «الدولة ستدعم مادياً تلك الحملة لضمان تخفيض أسعار الطيران والإقامة في الفنادق، في إطار تعاون بين وزارة السياحة وشركتي مصر للطيران ومصر للسياحة وغرفة الفنادق». ويثير تحطم الطائرة الروسية في مصر مخاوف من تفاقم الأزمة التي يواجهها القطاع السياحي في شمال أفريقيا، بسبب تغيير السياح وجهاتهم، بحثاً عن أماكن أكثر اَمناً في جنوب أوروبا أو منطقة الخليج. وقال رئيس «جمعية المرشدين السياحيين المستقلين» ديريك مور إن «مصر لن تكون ضمن خطط البريطانيين الوقت الراهن وبالطبع حتى 2016». وبالاضافة الى المناطق المذكورة، عبرت شركة «ديتور» للسياحة في تركيا عن قلقها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إزاء الضرر المحتمل الذي قد يلحق بقطاع السياحة بسبب الأزمة الجارية بين تركياوروسيا. وقال رئيس الشركة، فيروز باجليكايا أن «السلام والاستقرار أمران مهمان جدا للسياحة»، مضيفاً ان «سياح كثيرون جاءوا من روسيا إلى تركيا في العام الماضي. وتراجع هذا العدد خلال العام الحالي بسبب الأزمة الاقتصادية الداخلية في روسيا. موضحاً أنه «لن يكون أمراً جيداً بالنسبة لنا إذا استمر هذا الوضع».