توقعت القاهرة تباطؤاً كبيراً في قطاع السياحة الذي يُعد أحد أهم موارد النقد الأجنبي. وأطلق وزير السياحة هشام زعزوع أمس حملة للترويج للسياحة الداخلية في شرم الشيخ، في محاولة لإنقاذ موسم الشتاء في المنتجع الأهم في مصر، في أعقاب سقوط الطائرة الروسية الذي دفع موسكو ولندن إلى إجلاء رعاياهما من شرم الشيخ، فضلاً عن تعليق موسكو استقبال أي رحلات من شركة «مصر للطيران». وكانت دول غربية رجحت أن يكون سقوط الطائرة بسبب انفجار قنبلة، لكن القاهرة ترفض تأكيد تلك الفرضية، وتدعو إلى انتظار نتائج التحقيق. وقدرت السلطات المصرية عدد السياح الروس الذين يتم إجلاؤهم تباعاً ب 80 ألفاً، فيما تُجلي بريطانيا 20 ألفاً من سياحها من شرم الشيخ. وأوقفت الدولتان أي رحلات إلى شرم الشيخ. وقال وزير السياحة هشام زعزوع أمس إن مصر تأمل بتقليل فترة الخسائر التي قال إنها ستتجاوز 280 مليون دولار إذا استمر تعليق الطيران ثلاثة شهور. وأشار خلال إطلاق حملة «شرم الشيخ في قلوبنا»، إلى أن «نسب التباطؤ في الحجوزات السياحة المستقبلية تتراوح ما بين 20 و 50 في المئة». ووفق إحصاءات رسمية، فإن مصر استقبلت العام الماضي 9.9 مليون سائح. وزادت إيرادات السياحة في العام المالي 2013 - 2014 إلى 7.3 بليون دولار من 5.1 بليون دولار في العام المالي 2013 - 2014، وفق إحصاءات البنك المركزي المصري. وقالت الحكومة إنها تستهدف رفع دخل السياحة إلى 26 بليون دولار في العام 2020. وقال وزير السياحة إن حملة الترويج للسياحة الداخلية ستستمر من 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري حتى 30 نيسان (أبريل) 2016، ما يشير إلى أن الحكومة تتوقع استمرار التباطؤ في استقبال السياح الأجانب شهوراً، خصوصاً بعدما علقت روسيا الرحلات من مصر وإليها حتى نهاية آذار (مارس) المقبل. وأوضح الوزير أن «الحملة تعتمد على إطلاق برامج سياحية في مدينة شرم الشيخ للمصريين بأسعار مناسبة»، لافتاً إلى أن «الدولة ستدعم مادياً تلك الحملة لضمان تخفيض أسعار الطيران والإقامة في الفنادق، في إطار تعاون بين وزارة السياحة وشركتي مصر للطيران ومصر للسياحة وغرفة الفنادق». وقال متعاملون في السياحة إن فنادق في شرم الشيخ بدأت بالفعل في خفض أعداد العمالة فيها. وأبلغت عمالاً موسميين، غير متعاقدين، بانتهاء عملهم في المنشآت مطلع الشهر المقبل. وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن أمس ارتفاع معدلات البطالة في مصر «بنسبة طفيفة» ليصل إلى 12.8 في المئة خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقابل 12.7 في المئة خلال الربع الثاني من العام نفسه. وسيكون في الإمكان تحديد تأثير حجم أزمة السياحة في معدلات البطالة، مع إعلان تلك المعدلات في الربع الأخير من العام الحالي. من جهة أخرى، قالت سفيرة تشيخيا في القاهرة فيرونيكا كوخينيوفا إن بلادها لم تقم بتعديل نشرة السفر للسياح في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية، بانتظار «التقرير النهائي حول أسباب تحطمها». وقالت: «في حال ثبوث وجود قنبلة على الطائرة، فإننا نأمل باتخاذ إجراءات أمنية كافية لمنع تكرار هذه الحوادث في المستقبل». وأضافت في تصريحات إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن «منع السياحة عن مصر هو ما يريده الإرهابيون، وعلينا ألا نكون لعبة في أيديهم». وأوضحت أن 110 آلاف سائح تشيخي زاروا مصر خلال العام الماضي «وهناك زيادة تقدر بنحو 20 في المئة في أول 8 أشهر من هذا العام»، لكنها توقعت حدوث تراجع موقت بعد الأحداث الأخيرة.