أثارت دعوة دونالد ترامب، أبرز المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأميركية، إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، تنديداً من دار الإفتاء المصرية والحكومتين الفرنسية والبريطانية. ووصفت دار الإفتاء هذه التصريحات بأنها «متطرفة وعنصرية»، معتبرة أن «النظرة العدائية للإسلام والمسلمين ستزيد حدة التوتر داخل المجتمع الأميركي». وشددت على أن «المواطنين المسلمين أعضاء فاعلون ومندمجون في المجتمع الأميركي، وجزء لا يتجزأ منه». وأضافت: «ما زعمه دونالد ترامب من أن المسلمين يكرهون الأميركيين، ويشكلون خطراً على أميركا، هو محض هراء، لأن الإسلام يدعو إلى التعايش والاندماج والتعاون بين البشر، من أجل عمارة الأرض». وتابعت في إشارة إلى تنظيم «داعش»: «مُجحف أن يعاقَب المسلمون جميعاً، بسبب متطرفين ترفض الشريعة الإسلامية أفعالهم الإجرامية، في حين أن التطرف والإرهاب لا يمكن حصره في دين محددة أو بلد محدد». ودعت إلى «تفعيل القوانين التي تعاقب على نشر الكراهية في المجتمع، بسبب الدين أو اللون أو العرق». ورفض ناطق باسم الخارجية الإندونيسية التعليق على الحملات الانتخابية لدولة أخرى، مستدركاً: «بوصفنا دولة يقطنها أكبر عدد من المسلمين في العالم، تؤكد إندونيسيا أن تعاليم الإسلام تحض على السلام والتسامح. الأعمال الإرهابية ليست لها أي علاقة بأي دين أو دولة أو عرق». في إسلام آباد، اعتبر طاهر أشرفي، رئيس «مجلس العلماء»، وهو أعلى مجلس لرجال الدين في باكستان، أن تصريحات ترامب تشجّع العنف، وزاد: «داعش مشكلة في سورية، لا مشكلة في الدين. إذا سوّيت القضية السورية، ستحلّ 75 في المئة من مشكلة داعش». رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس رأى أن تصريحات ترامب «تنمّي الكراهية والخلط (بين الأمور)»، وتابع: «عدونا الوحيد هو التطرف الإسلامي». وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون انه «يعارض تماماً» الاقتراح، ووصفه بأنه «سيء وليس مجدياً ويزرع الشقاق». في جنيف، حذرت ميليسا فليمينغ، الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من اللغة المعتمدة في الحملة الانتخابية الأميركية تؤذي «برنامجاً مهماً جداً» لإعادة توطين اللاجئين السوريين في الولاياتالمتحدة. وأضافت: «برنامجنا للاجئين لا ينظر إلى الدين. برنامج إعادة التوطين يختار الناس الذين هم في أمسّ الحاجة» إليه.