تداول ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي صور الشابة السورية إنانا شلاش (19 عاماً). ووضع كثر على صفحاتهم في "فايسبوك" صورة المغنية الثورية التي قضت مطلع كانون الأول (ديسمبر) الجاري متأثرةً بجروح أصيبت بها إثر غارة جوية ضربت مدينتها سراقب في ريف إدلب. ونعى مستخدمون في "فايسبوك" شلاش ووالدتها التي توفيت إثر الغارة نفسها، موضحين أن المغنية المعارضة للنظام السوري والتي غنت لشهداء الثورة السورية أصبحت الآن واحدة منهم. ونشر ناشطون مجموعة من الصور لشلاش ولكتابات خطّتها على جدران سراقب جنوب شرقي محافظة إدلب التي تعتبر من المدن السورية التي شارك سكانها بالتظاهرات الأولى ضد نظام بشار الاسد، وقتل واعتقل الكثير من سكانها، كما ارتكب الطيران السوري فيها مجازر عدة. ونشر موقع "بي بي سي" تسجيلاً صوتياً يجمع الشابة ووالدها خالد شلاش وهما يغنيان للحرية، موضحاً أن شلاش توفيت اثر غارة نفذها الطيران الروسي على قريتها سراقب. ولم تكن إنانا السومرية، كما عرفها أهل سراقب، هي أول من سقط خلال الثورة السورية، إذ سبقها المغني ابراهيم القاشوش الذي اقتلعت حنجرته بوحشية لأنه تجرأ على قول ما عجز عنه ملايين السوريين منذ انطلاق الثورة، معلناً أن «سورية بدها حرية»، ومطالباً بشار الأسد بالرحيل. ويبقى حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت الذي غنى «جنة جنة» و«حانن للحرية» محاصراً من النظام ومن تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» المتطرفين، مع من تبقى من «كتيبة شهداء البياضة» التي يقودها، في أرياف مدينة حمص، مسقط رأسه. يذكر أن الساروت لم يكن قبل الثورة السورية جندياً أو مقاتلاً، بل كان حارس مرمى «نادي الكرامة» السوري ومنتخب سورية للشباب، وفاز بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا، لكنه مع بداية الثورة ترك كل شيء وقاد التظاهرات في حمص، عاصمة الثورة، وكان لا يزال في التاسعة عشرة من عمره.