فرض موسم «المربعانية» منذ أطل هذا العام، قسوته على المناطق السعودية، والتي تجسدت في البرودة الشديدة، حتى وصل الأمر إلى الصفر المئوي وما دونه في بعض المدن، ليعلن هذا الموسم عن نفسه ضيفاً سيطول بقاؤه لمدة لا تقلّ عن 40 يوماً. واحتلت حائل الصدارة في انخفاض درجات الحرارة، فبحسب مركز الإنذار المبكّر التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بلغت درجة الحرارة فيها ثلاث درجات تحت الصفر، في حين سجّلت طريف درجتين تحت الصفر، وكل من القريات وسكاكا درجة واحدة تحت الصفر. وعلى رغم دخول أول «المربعانية» أمس الإثنين، إلا أن موجة الصقيع في المدن الواقعة شمال المملكة بدأت قبل ذلك، إذ سجّلت محافظتا القريات وطريف درجات حرارة دون الصفر المئوي خلال اليومين الماضيين كانت «-3» و«-2» على التوالي. ووصف مدير مركز الأبحاث المناخية في جامعة الملك عبدالعزيز ورئيس قسم الأرصاد الدكتور منصور المزروعي 2015 ب«عام التقلّبات والاضطرابات المناخية»، لافتاً إلى وجود كثير من الظواهر المناخية هذا العام، بعضها تحدث للمرة الأولى. وقال ل«الحياة»: «إن التغيرات المناخية التي تم رصدها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي شملت الانخفاض في درجات الحرارة المسجّلة، إضافة إلى الأمطار والرياح». وأضاف المزروعي: «إن مناخ السعودية ليس بمعزل عن المناخ العالمي والمتغيرات التي تحدث عالمياً، وذلك بسبب وجود ظاهرتي «النينو» و«الانييا» اللتين أسهمتا بشكل كبير في حدوث تغيرات وتطرف مناخي على مناطق عدة في العالم. كما أن الزيادة في حدّة تذبذب حرارة سطح المحيط الهادي في العقود الماضية أثّر بشكل واضح على المناخ في مختلف الدول». بدوره، قال أستاذ الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور ناصر المسند: «بحسب ما يعرف في حساب الأنواء، فإن موعد دخول فصل الشتاء يكون بدخول موسم «المربعانية» في السابع من كانون الأول (ديسمبر). فيما أن حساب دخول فصل الشتاء بحسب الحساب الفلكي الجغرافي يكون في 21 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، الذي يستمر 90 يوماً». وأوضح المسند أن فصل الشتاء ينقسم إلى ثلاث منازل، أولها «المربعانية» وتتضمّن «الإكليل، والقلب، والشولة»، ثم «الشبط» وتشمل «النعايم والبلدة»، ثم «العقارب». من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، استمرار تأثر أجواء المملكة بالكتلة الهوائية الباردة، مضيفاً: «تشهد مناطق المملكة انخفاضاً في درجات الحرارة، مصحوباً بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق الحدود الشمالية وخصوصاً الأجزاء الشرقية منها، إضافة إلى القصيم، والرياض، والشرقية». ونوّه القحطاني إلى أن الرياح الشرقية المثيرة للأتربة والغبار تحدّ من مدى الرؤية الأفقية على منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتمتد إلى الأجزاء الساحلية منها، إضافة إلى أجزاء من المنطقة الشرقية لمنطقتي الباحةوعسير ومنطقة نجران. ولفت إلى وجود توقعات مع فرصة لتكوّن الصقيع على شمال ووسط المملكة. كما تتكون السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات مناطق عسير، وجازان تشمل الأجزاء الساحلية، مع فرصة لتكوّن الضباب ليلاً على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية.