ينتظر عشاق الحركة التشكيلية والتصوير الضوئي وأصحاب المهارات في الخط العربي بالمملكة تسجيل بصماتهم الإبداعية في «متحف الفنون»، الذي يعد شريان معرض جدة الدولي للكتاب 2015، والذي يسعى من خلال مشاركته إلى تكريس ما تتميز به عروس البحر الحمر من جمال وطفرة حضارية في الحراك الثقافي بصوره وأشكاله كافة، ما أهلها لدخول منظومة التراث العالمي عبر بوابة «يونيسكو». ويدلل متحف الفنون في جدة على القاعدة القوية في تطور حركة الفنون التشكيلية بالمملكة التي عبرت من خلالها الكثير من الأسماء الرائدة في هذا المجال مثل: صفية بنت زقر، ومنيرة الموصلي، والدكتور عبدالحليم رضوي، وطه صبان أول رئيس لبيت التشكيليين في المملكة وجدة، والفنان ضياء عزيز ضياء، وهشام بنجابي ثاني رئيس لبيت التشكيليين، وعبدالله إدريس، وأحمد فلمبان، وعبدالله نواوي، وغيرهم من خريجي أول بعثة متخصصة في الفنون التشكيلية إلى إيطاليا. كما يعد متحف الفنون حاضناً للرموز الرائدة في حقل الفن التشكيلي، إضافة إلى أن المتحف يعانق الخط العربي الذي يمثل قوام الحضارة العربية، إذ يتم تمثيله في أروقة وممرات معرض جدة الدولي للكتاب، عبر عرض الأعمال المتنوعة لكبار الخطاطين ومن كان مميزاً في رسمه، مع التعريف بعدد من الشخصيات الرائدة في مجال الخط العربي، مثل الشيخ محمد طاهر كردي وغيره، وكذلك إفراد مساحة لتعريف الجمهور بموضوع نسق الكتابة على الكسوة الشريفة. إضافة إلى ذلك؛ فإن المتحف يحتضن فن التصوير الضوئي كركيزة رئيسة في جنباته خلال معرض هذا العام، لما له من رواد ومحترفين، خصوصاً بعد أن أصبحت مدينة جدة التاريخية ضمن مدن التراث العالمي. فيما رأت اللجنة العليا للمعرض أن تكون الصور الضوئية المختارة خاصة بالمدينة التاريخية، وتقدم تعريفاً لزوار المعرض بأهم جمالياتها المعمارية، مع عرض صور فنية لعدد من المعالم الجمالية البارزة في المدينة. ويتوقع أن يحظى معرض جدة الدولي للكتاب الذي ينطلق الجمعة المقبل في أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية ب70 ألف زائر يومياً من داخل جدة وخارجها، وذلك على مدى 11 يوماً. فيما تشارك 440 دار نشر تمثل 25 دولة خليجية وعربية وعالمية، من بينها 117 دار نشر سعودية بمعرض هذا العام لعرض مزيج متناغم من الحراك الثقافي للمتلقي، بهدف تنمية المعرفة والتبادل الثقافي.