لندن، غزة - «الحياة، ا ف ب - أكدت حكومة «حماس» ضمناً انها ستعمل على الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة، وذلك غداة الغارات التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي عليه، وتزامناً مع تهديد اسرائيل بهجوم واسع النطاق اذا تواصل اطلاق الصواريخ. وكان الجيش الاسرائيلي شن ليل الخميس - الجمعة سبع غارات على مدينتي غزة وخان يونس، في وقت هدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سلفان شالوم امس بهجوم واسع النطاق على القطاع يتضمن «تكثيف العمليات ضد حماس» ما لم توقف الحركة اطلاق الصواريخ على اسرائيل. من جانبه، دان رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في بيان «التصعيد الاسرائيلي» وطالب «المجتمع الدولي بالتدخل لوقفه». لكنه اضاف ان «حكومته تجري اتصالات مع الفصائل (الفلسطينية) للحفاظ على التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزاً لوحدته»، في إشارة الى توافق الحكومة مع الفصائل المسلّحة على وقف إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. ويأتي إعلان «حماس» في وقت أكد الديبلوماسي الاميركي روبرت مالي أنباء اميركية واسرائيلية افادت بان مسؤولين أميركيين سابقين كبار، بعضهم له علاقات وثيقة مع ادارة باراك اوباما، التقوا قادة كبار في «حماس»، بينهم محمود الزهار واسامة حمدان، خلال الشهور الماضية في مدن اوروبية وفي دمشقوغزة. وقال مالي لصحيفة «يديعوت احرونوت» انه شارك في هذه الاجتماعات، مضيفا انها تتم بعلم واشنطن، لكن ليس بتصريح منها، وانها تتطلع على فحواها، وموضحاً انها ليست مفاوضات غير مباشرة او نقل رسائل بين الطرفين. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» التي كشفت انباء الاجتماعات، نقلت عن ديبلوماسي اميركي قوله ان الاجتماعات ترفع الآمال داخل «حماس» بأن مواقفها تصل الى آذان البيت الابيض، كما تعطي الطرفيْن انطباعاً بأن ادارة باراك اوباما خففت من موقفها تجاه «حماس» التي تُعتبر وفقاً للقانون الاميركي «منظمة ارهابية». ولم تنف الادارة الاميركية علمها بالاجتماعات او ما يدور فيها، لكنها اكدت ان لا تغيير في سياستها ازاء «حماس». يذكر ان تصريح هنية يأتي غداة اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل طالبه فيه بأن تتوقف الحركة عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل، وهو امر رد عليه مشعل بالقول ان حركته «تؤيد الحفاظ على التهدئة ولا تسعى الى تصعيد التوتر، وانها تسعى الى «اتخاذ الاجراءات الملائمة للحيلولة دون اطلاق الصواريخ» من القطاع على اسرائيل. من جانبها، اعربت وزارة الخارجية البريطانية في بيان امس عن «قلقها من الغارات» الاسرائيلية على غزة، داعية «الطرفين الى ضبط النفس ... وتركيز جهودهما على الدخول سريعا في مفاوضات غير مباشرة برعاية الولاياتالمتحدة».