قالت مصادر مقربة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إن زيارته المعلنة لتركيا ستتضمن، بالإضافة الى الجدول الرسمي للقاء مسؤولين أتراك، حضور مؤتمر لكبار قادة تياره، يتدارسون خلاله الوضع العراقي ويصوغون سياسة جديدة على ضوء التطورات الجديدة، وأكدت أن اختيار تركيا لعقد المؤتمر هدفه الإبتعاد عن الضغوط في دول أخرى. واستقبل الرئيس التركي عبدالله غل ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان أمس الصدر الذي وصل إلى أنقرة قادماً من إيران، وبحث معه في موضوع الأمن في العراق، على ما أفادت وكالة انباء «الاناضول». ولم يصدر أي تصريح إثر هذه المحادثات التي حضرها ايضا مستشار الخارجية التركي مراد اوشيليك. وقال مصدر مقرب من الصدر، مفضلاً عدم نشر اسمه ل «الحياة» إن «زعيم التيار الصدري سيحضر المؤتمر الذي تحضره قيادات الصف الاول من رجال الدين من داخل العراق وخارجه، ونواب كتلة الصدر والهيئة السياسية لمكتب الشهيد الصدر». وأضاف المصدر ان «الناطق باسم الصدر صلاح العبيدي ومسؤول العلاقات الخارجية حسن الزركاني، والنواب بهاء الاعرجي وعقيل عبد حسين ومها الدوري، والنائب السابق المقيم حالياً في فرنسا قصي عبدالوهاب، ومدير مكتب الصدر في سورية ومدير مكتبه في طهران الشيخ محمود الجياشي، بالاضافة الى شخصيات مثل الشيخ رائد الكاظمي و حاكم الزاملي، وكيل وزير الصحة السابق، توجهوا الخميس الى تركيا». واشار المصدر الى ان «المؤتمر الذي لم يعلن عنه سابقاً سيناقش التحديات التي تواجه التيار». وقال: «ستتم مناقشة الهجمة الشرسة التي استهدفت التيار خلال السنوات الماضية، وهي صنفان: الاول من دول ترى انها الهدف الثاني لأميركا بعد العراق، وراحت تحاول استغلال الثقل العسكري لجيش الإمام (جيش المهدي) في حرب استنزاف ضد القوات الاميركية وإرهاقها، والثاني دول لها أجندة تسعى الى تحقيقها فاتخذت من قيادات تيار الصدر هدفا لاستقطابها». وزاد: «اما الهجمة الثانية فهي داخلية وتتمثل في ما تقوم به الحكومة وأطراف سياسية من دعم جماعات متمردة على الصدر واحتضانها وإغرائها بالمناصب لإحداث انشقاق داخل التيار». ولم يوضح المصدر اذا كانت شخصيات تمثل أجنحة عسكرية مثل «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي المعتقل حالياً لدى القوات الاميركية، او وكيله الشيخ أكرم الكعبي، او قائد «كتائب حزب الله» الشيخ احمد الشيباني الناطق السابق باسم الصدر ستحضر المؤتمر». وتابع أن تركيا اختيرت لعقد المؤتمر لأسباب عدة أهمها: «ضمان عدم تدخلها في سير المؤتمر، وهي من دول الجوار التي لم تتدخل في الصراع الطائفي خلال الفترة الماضية، وهناك تقارب في وجهة النظر بين الصدريين والاتراك لمشاكل داخل العراق ومنها قضية كركوك». وزاد ان الصدر «سيناقش مع المسؤولين الاتراك إمكان فتح مكتب في اسطنبول». وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت امس عن حيدر الطرفي، القيادي البارز في التيار، ان الصدر «سيتوجه من ايران الى تركيا للقاء وفد انطلق من النجف واجراء محادثات مع الجانب التركي حول الاوضاع في العراق وتوطيد العلاقات بين الطرفين». واضاف ان «الوفد يضم قياديين بارزين بينهم اسعد الناصري ومهند الغراوي وحسن البطاط وعلي النيداوي وغيرهم». ولم يظهر الصدر الذي يتمتع بشعبية واسعة بين الطبقات الفقيرة منذ حزيران (يونيو) 2007، ويقيم في ايران لإكمال دراسته.