واشنطن، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي اي - ردت وزارة الخارجية الاميركية على اتهام الرئيس الافغاني حميد كارزاي المجتمع الدولي بالوقوف وراء تزوير الانتخابات الرئاسية في بلاده الصيف الماضي والتي افضت الى فوزه بولاية ثانية، ودعته الى اقناع المجتمع الدولي بأنه يعمل على مكافحة الفساد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي: «تتوافر ادلة قوية على وجود مخالفات في عملية الاقتراع. ونحن قلقون على صدقية الانتخابات الاشتراعية المقررة في افغانستان خلال الخريف، فيما نرى ان كارزاي يجب ان يكون على رأس حكومته في اقناع المجتمع الدولي والأفغان بأنه يتخذ اجراءات فاعلة لمكافحة الفساد». وصرح بيتر غالبريث، نائب المبعوث السابق في الاممالمتحدة لدى كابول والذي تعرض لانتقادات من كارزاي بأنه اعتقد أن تصريحات الرئيس الافغاني حول التزوير «كانت كذبة اول نيسان». واضاف: «الامر سخيف ومحير، ويشير الى اي مدى لا يمكن الاعتماد على كارزاي كحليف. المهم انه اعترف بأنه في منصبه بفضل التزوير، لكن ذلك جرى حتماً على يد الأفغان واشخاص عينهم». على صعيد آخر، اعلنت الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات استعدادها لمواصلة التحقيقات في تجارة المخدرات في افغانستان، حتى لو وصلت خيوط الاتهام الى اعضاء في الحكومة. وقالت الرئيسة الموقتة للوكالة ميشيل ليونهارت في مؤتمر صحافي عقدته في كابول «سنمضي الى حيث تقودنا الأدلة. ونحن واثقون من انه في حال وجود ادلة على تورط مسؤولين حكوميين سيجري التحقيق فيها بالتعاون مع شرطة مكافحة المخدرات ووزارة الداخلية». وفي العام الماضي، انتج في افغانستان 6.900 طن من الخشخاش، ما يوزاي 90 في المئة من الانتاج العالمي، بحسب ما افاد مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة. واشارت ليونهارت الى انحسار زراعة الخشخاش في هلمند بنسبة 30 في المئة العام الماضي 2009، وتنفيذ الوكالة بالتعاون مع قوات الحلف الاطلسي (ناتو) والشرطة الافغانية 82 عملية لملاحقة 54 تاجر مخدرات. وخطف أمس صحافي ياباني يدعى كوسوكي تسونيوكا في مدينة قندوز (شمال)، حيث تواجد منذ منتصف آذار (مارس) الماضي لإعداد مواضيع عن حركة «طالبان». وكشفت وسائل إعلام يابانية ان تسونيوكا (40 سنة) صحافي مستقل، علماً ان اليابان لم ترسل اي جندي الى افغانستان، لكنها كشفت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي خطة تمتد على خمس سنوات بقيمة خمسة بلايين دولار للمساعدة في إعادة الإعمار. وفي لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية انشاء وحدة ثقافية لتحسين تفهم قواتها لواقع افغانستان ومساعدتها في بناء صورة أفضل عن المجتمع القائم في ولاية هلمند (جنوب)، واعطاء قادتها مشورة موثوقة عن معتقدات وتوقعات وآمال وهواجس الشعب الافغاني. واوضحت صحيفة «ذي غارديان» ان الوحدة الثقافية في مقاطعة بدفوردشاير جزء من «تكتيكات كلاسيكية لمكافحة التمرد» يروّج لها قائد القوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال. واشارت الى أن وزارة الدفاع البريطانية تملك 20 خبيراً يتقنون اللغة الفارسية أو لغة الداري، و 360 موظفاً يجيدون لغة الباشتو التي يتكلمها معظم مقاتلي «طالبان» في جنوبافغانستان. الى ذلك، كشفت صحيفة «تايمز» أن القوات البريطانية المتمركزة في بلدة سانغين بولاية هلمند (جنوب) تتكبد خسائر أكثر 12 مرة من معدل خسائر باقي قوات منظمة الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان. وافادت الصحية بأن أكثر من 10 في المئة من الخسائر اليومية في الأرواح التي تتكبدها قوات الحلف الأطلسي مصدرها الكتيبة الثالثة في فوج الرماة البريطاني المتمركزة في سانغين، على رغم أن الوحدة القتالية لا تمثل الا نسبة 0،8 في المئة من اجمالي قوات «الناتو» في افغانستان. وتنشر بريطانيا حوالى 10 آلاف جندي في افغانستان معظمهم في هلمند، وقُتل منهم 279 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة نهاية عام 2001.