أدخلت مستشفيات أهلية ومؤسسات كبرى في المنطقة الشرقية «رموز الطوارئ» في مرافقها. وتجسدت قائمة الطوارئ بمجوعة دلالات في بيئة العمل، تحذر من ظواهر عدة، إذ عنونت المنشآت «رموز نداء الطوارئ»، وكان اللون الأبيض من أكثرها تخوفاً، لأنه مؤشر إلى وجود «قنبلة»، بحسب ما ورد ضمن القائمة الجديدة المتعلقة في رموز الطوارئ. وتضمنت القائمة 7 ألوان، بدأت بالأزرق، الذي يدل على توقف قلب مريض، والأحمر حريق وتصاعد أدخنة. فيما يدل البني على انسكاب مادة كيماوية. أما الأسود فيعني أن هناك كارثة داخلية أو خارجية. ويشير الوردي إلى خطف طفل رضيع، والأخضر دلالة على حدوث اعتداء داخل بيئة العمل. وأما اللون الأبيض فيدل على تهديد بوجود قنبلة في المكان. بدوره، قال المدير الطبي في أحد المستشفيات الأهلية الدكتور إبراهيم عسكر ل«الحياة»: «إن هذه الرموز معتمدة في غالبية المستشفيات والمرافق، وهناك مؤسسات تعتمدها»، لافتاً إلى أن الجديد على المراجعين هو اللون الأبيض، الذي فرض حضوره نتيجة الأحداث الإرهابية التي وقعت في الفترة الأخيرة، وحفاظاً على سلامة مراجعي وموظفي هذه المرافق، إذ أدخلت الخدمات الأمنية المطورة، التي تسهم في الحد من الخطف مثلاً، أو الأضرار الناتجة من الحرائق، والحد من الاعتداءات في بيئة العمل، مثل المشاجرات والتلاسن». وأضاف عسكر: «إن خدمة الإبلاغ عن قنبلة ضمن الرموز المهمة، إذ يعطي مؤشر اللون الأبيض في أرجاء المكان للدلالة على وجود قنبلة أو عمل إرهابي في الموقع»، مشدداً على عدم إثارة الهلع في نفوس المراجعين من خلال هذه الرموز، التي وجدت لتوفير الحماية الأمنية والمزيد من الارتياح لدى المراجعين»، من غير أن يستبعد استهداف المستشفيات. وقال: «من يستهدف المساجد، ربما يستهدف المستشفيات، ومن يستهدف الأطفال قد يستهدف المرضى، وهكذا». فيما أرجعت مؤسسات تجارية كبرى، وضعها القائمة ذاتها إلى «التطوير الأمني للمنشآت». وقال مدير إدارة الأمن إحدى الشركات النفطية في المنطقة الشرقية عبدالحكيم العزاز ل«الحياة»: «إن وضع قائمة الرموز الدالة على الطوارئ واستحداث دلالة لوجود قنبلة، ما هو إلا جانب وقائي وأمني، إذ توفر هذه الأجهزة الرقابية الحديثة، والأمن في المكان. كما أن جهاز الإنذار يبلغ عن وجود خطر، وهذه تقنيات حديثة». وأضاف الغراز: «من واقع عملنا؛ لا بد من حماية المنشآت والممتلكات والموظفين وأيضاً المراجعين، سواءً في المستشفيات أم الشركات أم المدارس»، مؤكداً أنها تندرج في إطار «التطوير والتحديث ووضع أجهزة حماية مطورة، لا سيما أن رموز الطوارئ أصبحت ذات أهمية أكثر من أي وقت مضى». من جانبه، قال الخبير الأمني الدكتور محمد البقمي (عضو هيئة التدريس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية سابقاً): «إن رموز الطوارئ وتطويرها واستحداث جديد منها دلالات على حماية المنشآت، وهذا حق طبيعي، ولا يمكن اعتباره إثارة أو بلبلة، بل العكس ما هو إلا تحصين للمكان، وهي أجهزة إنذار مبكر، تبلغ عن وجود خطر في المكان، سواءً عمل إرهابي، أم حريق، أم حالة اختطاف، وحوادث عنف وغيرها، وبالتالي الإدارة المخصصة في ذلك تبدأ بإخلاء المكان أو التعامل مع الحدث بحسب الحادثة التي وقعت».