على رغم أن الملفات القانونية نادراً ما يتم تداولها بشكل واسع، باستثناء القضايا المتعلقة بجريمة كبيرة أو قضية يتورط فيها سياسيون أو مشاهير، إلا أن بعض الدعاوى القانونية الغريبة تستحق التوقف عندها. ويحاول أصحاب تلك الدعاوى، في معظم الأحيان، إستغلال خلل ما في القوانين لتحقيق مكاسب مالية من الشركات الكبيرة. وفي حادثة تعد الأغرب والأكثر شهرة من نوعها، رفعت الأميركية ستيلا ليبيك (79 عاما) دعوى قضائية ضد أحد فروع سلسلة مطاعم »ماكدونالدز« في مدينة نيويورك، بعدما توفقت أمام نافذة السيارات الملحقة بالفرع وانسكب كوب القهوة الساخن على جسدها. وأصيبت لبيك بحروق من الدرجة الثالثة في نصفها الأسفل، الأمر الذي دفعها إلى المطالبة بتعويض باهظ من سلسلة المطاعم الشهيرة بعدما أمضت أسبوع في المستشفى ودفعت نحو عشرة ألاف دولار كلفة العلاج. وفي العام 1994، حكم القضاء الأميركي بمنح نحو الثلاثة ملايين دولار إلى ستيلا التي أصبحت حديث كل المنازل الأميركية، الأمر الذي دفع المطاعم والمقاهي كافة إلى طباعة علامة تحذير من سخونة المشروبات على منتجاتها. وفي العام 2010، رفعت لورين روزنبرغ دعوى قضائية ضد شركة »غوغل« زاعمة بأن برنامج "خرائط غوغل" تسبب في تعرضها إلى حادث سيارة بعدما تتبعت الإتجاهات التي أرشدها إليها البرنامج على إحدى الطرق السريعة في ولاية نيفادا الأميركية. وقال محام لورين إن الشركة مسؤولة عن إصابتها، إذ أن البرنامج لم يلفت انتباهها إلى عدم وجود رصيف مخصص للمشاة في ذلك الشارع. وطالب محرك البحث الشهير بدفع ما يزيد عن مائة ألف دولار إلى موكلته. وفي ولاية كاليفورنيا، رفع عالم الأحياء الفلكية رون جوزيف دعوى قضائية ضد »وكالة الفضاء الأميركية« (ناسا)، لدفعها إلى الكشف عن كل ما تملكه من معلومات حول "الصخرة" الغريبة التي ظهرت من مصدر غير مفهوم أمام مسار مسبار الفضاء "كيوريوسيتي"، أو إجراء دراسة تفصيلية على الصخرة حال لم تكن لديها معلومات إضافية. وطالب جوزيف في الدعوى إجبار "ناسا" على إجراء فحوصات علمية دقيقة على "الجسم البيولوجي المزعوم"، وهو صخرة ظهرت على مسار المسبار، التقطت صورة لها في الثامن من كانون الثاني (يناير) العام 2014، وأنها لم تكن في ذلك المكان قبل 12 يوماً من التقاط الصورة. ومن جهتها أوضحت "ناسا" أنها لن تناقش مسألة تخضع للإجراءات القانونية، لكنها أكدت أنها مستمرة في البحث العلمي وستشكف عن أية معلومات جديدة حول الصخرة الغريبة. وقالت إن "ايجاد أدلة على الحياة في الكواكب الأخرى هو هدف هام بالنسبة إلى (ناسا)، لكن الأدلة يجب أن تكون قطعية الدلالة من أجل الإعلان عن اكتشاف كهذا". وفي العام 2011، رفع دالتون شيسكولم دعوى ضد »بنك أوف أميركا« لعدم رضائه على مستوى خدمة العملاء بالبنك، مطالباً إياه بتعويض قدره 1784 بليون تريليون دولار، أي أكبر من الناتج المحلي الإجمالي في العالم المقدر ب 60 تريليون دولار. وباءت محاولات الوصول الى تشيسكولم بالفشل، ورفض الناطق باسم البنك التعليق. ووصف القاضي الجزئي دني تشين الذي نظر فيالقضية بأن الدعوى "مسألة غير مفهومة"، وأعطى القاضي مهلة إلى تشيسكولم ليوضح الأساس الذي بني عليه مطالبه وألا فسوف ترفض الشكوى.