في خضم الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تزداد المخاوف الأوروبية والبريطانية من مشاركة مقاتلين أجانب في المعارك الدائرة بين المعارضة المسلحة ونظام الرئيس بشار الأسد، ومما قد يحملونه معهم من تهديدات لدى عودتهم إلى بلدانهم. وظهر مقاتلون ملثمون يتكلمون اللغة الإنكليزية بلهجة بريطانية في شريط فيديو نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية بعد حذف إدارة موقع "يوتيوب" له، يدعون فيه إخوانهم البريطانيين الى الانضمام إليهم في سورية. وقال أحد الملثمين إن "أبواب الجهاد ما زالت مفتوحة"، مضيفاً أنه ساعد ثلاثة بريطانيين للذهاب الى سورية من أجل القتال فيها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف أن "الكفّار في أرض الوطن (بريطانيا) يمنعوننا من الوصول الى سورية، مهددين بأنه سيكون هناك نتائج سلبية علينا تحمّلها"، معتبراً انه "إما أن نتبع سلطة الحكومة وإما نلبي دعوة الله ونذهب للجهاد في سورية". ويأتي هذا الفيديو ضمن سلسلة فيديوهات ينشرها حساب "راية التوحيد"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ويُعتبر هذا الحساب، الناطق الرسمي ل"داعش" باللغة الإنكليزية، بحسب ما نشرت "الإندبندنت". وفي بريطانيا، أثار شريط الفيديو موجة من المخاوف حول إمكانية حدوث عمليات إرهابية على الأراضي البريطانية، بخاصة بعد نشر تقارير تشير الى توجه مئات البريطانيين الى ساحات القتال في سورية والانضمام الى تنظيمات متطرفة تتقاطع عقائدياً مع تنظيم "القاعدة". وحذر مسؤول مكتب الأمن القومي البريطاني شارلز فار من أن ذهاب البريطانيين الى سورية يشكل التحدي الأمني الأكبر لبريطانيا منذ أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2011. ونفذت الشرطة البريطانية سابقاً حملة واسعة من المداهمات لأشخاص ثبت تورطهم في قضايا متعلقة بالحرب في سورية، كتشكيل تنظيمات جهادية أو المشاركة في أعمال قتالية. من جهتها، أكدت الشرطة البريطانية على لسان مساعد مفوضة الشرطة المدنية في بريطانيا كريسيدا ديكس، أن "الشرطة تلقت دعماً من العائلات المسلمة القلقة على مصير أبنائها". وأكدت ديكس أن "هناك ازدياداً في أعداد الذين يُلقى القبض عليهم يومياً، ممن يسعون إلى الذهاب للقتال في سورية. إلا أن شرطة مكافحة الإرهاب، إلى جانب أقسام الشرطة المحلية ومعهم العائلات يبذلون جهوداً موحدة من أجل الحد من هذه الظاهرة". وأشارت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية إلى أن ما يزيد عن 250 مقاتلاً بريطاني عادوا الى بريطانيا بعدما شاركوا في القتال في سورية منذ ثلاث سنوات. وتخوف مسؤولون إستخباراتيون من تشكيل خلايا إرهابية داخل الأراضي البريطانية بهدف القيام بأعمال إرهابية. وأضافت التقارير أن الشرطة استطاعت إحباط عملية ارهابية كانت تنوي خلية من العائدين من سورية تنفيذها، بعدما كانوا يعدّون لهجوم مسلح يستهدف أماكن مزدحمة في العاصمة البريطانية لندن، في ما يشبه عملية مومباي عام 2008 التي تسببت بمقتل 195 شخصاً إضافة الى جرح المئات.