موسكو، بكين، طهران - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكدت الصين تمسكها بحل سلمي لأزمة البرنامج النووي لإيران مع الغرب، على رغم اعلان الولاياتالمتحدة وفرنسا ان بكين وافقت على مناقشة تشديد محتمل للعقوبات على طهران في مجلس الأمن. في الوقت ذاته، أكدت موسكو أن موقفها من البرنامج النووي الإيراني لم يتغير، وجددت الدعوة الى إيجاد حل سياسي وديبلوماسي للقضية، مبدية معارضتها لعقوبات قاسية. في المقابل، اعتبرت ايران ان لا جدوى من تهديد الغرب بتشديد العقوبات عليها. وجدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبارست التأكيد على ان «البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية سلمي تماماً». ورأى ان «الحديث عن عقوبات هو تهديد اظهر خلال السنوات الثلاثين الاخيرة انه غير مجدٍ». ونقلت وكالة أنباء «مهر» الايرانية عن مهمنبارست قوله: «ننصح كل الدول بقبول الحقوق المشروعة (لإيران) في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي، بدلاً من استخدام سبل خاطئة مثل العقوبات والضغوط». وفي وقت بدأ سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي محادثات في بكين تتناول الملف النووي، قال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ ان بلاده «ستواصل العمل على حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية «. وأضاف في مؤتمر صحافي: «لطالما دفعنا باتجاه حل سلمي وسنواصل الدفع في هذا الاتجاه». وأوضح الناطق ان جليلي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم، بعد لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي. وفي موسكو، قال الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيسترينكو «ان بلاده لا تؤمن بفاعلية العقوبات في التوصل الى تسوية شاملة» للأزمة بين ايران والغرب. وكان نيتسرينكو يعلق على تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمندوبة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس بأن الاسابيع القريبة ستشهد مشاورات بين الدول الست المعنية بالملف الايراني حول تشديد العقوبات على طهران. وتشارك روسيا والصين في مجموعة الدول الست اضافة الى المانيا وفرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وعلى رغم اعتراف نيسترينكو بأن «لا بد احياناً من الاستعانة بهذه الآلية (العقوبات) لحمل طهران على اتخاذ موقف بناء اكثر في المحادثات»، اشار الناطق الروسي الى «ضرورة اتخاذ موقف متوازن من استخدام العقوبات وفقاً لمدى استعداد ايران للتعاون لئلا نغلق باباً للحوار اللاحق»، مشدداً على ان «العقوبات يجب ان تكون ذكية، ولا تحمل طابع الإجراء العفوي والعقاب الشامل للبلاد بأسرها». وفي نيويورك، اكدت مصادر غربية في الاممالمتحدة ان الصين ابدت استعدادها للمشاركة في اجتماعات على مستوى السفراء حول مشروع قرار تعزيز العقوبات على ايران، بينما كانت في السابق تكتفي بمحادثات من العواصم المعنية، من دون ان يعني ذلك ان تغييراً طرأ على موقف بكين. وقال مسؤول غربي طلب عدم ذكر اسمه انه جرى تضخيم معنى هذه المشاركة واعتبرت انها اشارة الى «احراز تقدم» بينما «لم نبدأ بعد عملية» الأخذ والرد التي قد تكون طويلة وعسيرة. واوضحت المصادر ان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن سيبدأون مشاوراتهم الاسبوع المقبل لبحث مسودة افكار اميركية سبق وطرحتها واشنطن بصورة غير رسمية.