صنعاء، عدن - «الحياة»، رويترز - وصل أمس إلى مدينة عدن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة والتشاور حول الترتيبات النهائية لانعقاد محادثات جنيف المرتقبة مع الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم. ونقلت وكالة «سبأ» عن المبعوث الدولي قوله بعد لقائه هادي لأكثر من ساعة، أن موعد المشاورات سيتم تحديده خلال الأيام القليلة القادمة. وقال هادي في صفحته على موقع «فايسبوك» بعد مقابلة الشيخ أحمد «رغم المعاناة والجراح إلا أن أيدينا ممدودة دوماً للسلام انطلاقاً من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه شعبنا.» من جهة أخرى، ذكرت مصادر «المقاومة الشعبية» أنها نشرت تعزيزات على الحدود بين محافظتي الضالع وتعز بعد مواجهات مع الحوثيين قتل خلالها عشرة منهم على الأقل، كما استهدفت غارات التحالف مواقع الحوثيين في الشريجة والمخا والحوبان. وبدأت القوات المسلحة السعودية تكتيكاً حربياً جديداً ونوعياً خاصاً في المناطق الحدودية، مكن من إصابة الأهداف بدقة متناهية وإصابات مباشرة. وقصفت المدفعية السعودية بكثافة مساء أول من أمس وأمس أهدافاً متفرقة في رازح ومران والنظير بمحافظة صعدة، ودمرت كهوفاً تستخدمها ميليشيات الحوثي للتحصن بالقرب من الحدود السعودية. وتمكنت المدفعية من تدمير دبابة تابعة لجيش الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كانت تقصف منفذ الطوال السعودي، في حين قصفت أهدافاً متفرقة في مدينة حرض وميدي الساحلية القريبة من حدود السعودية الساحلية. جواً، أغارت طائرات التحالف العربي على مرتفعات حدودية وقصفت أهدافاً عسكرية تابعة للرئيس السابق، وتمكنت قوات المجاهدين من كشف موقع حدودي يستخدمه الحوثيون لتهريب المخدرات والسلاح للكسب المادي، إذ تم عمل كمين محكم قاده المدير العام للمجاهدين في جازان عبدالرحمن المويشير، ما أدى إلى إحباط تهريب كمية من الحشيش بالقرب من جبل نتاور قبل وصولها الأراضي السعودية. فيما وجه بإغلاق فتحة في الموقع، لسد الثغرات التي يحاول الحوثيون التهريب من طريقها، بعد أن يأسوا من التهريب في المواقع الأخرى. وخاضت القوات المشتركة للجيش والمقاومة أمس مواجهات عنيفة في جبهة «الشريجة» جنوب شرقي تعز وفي مناطق «حيفان والأعبوس والأزارق والمسراخ والقبيطة» كما صدت هجمات للحوثيين في الجبهة الغربية من تعز ومناطق الوازعية والبرح بالتزامن مع سلسلة غارات لطيران التحالف، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الحوثيين. وفي محافظة مأرب، أكدت المقاومة أنها تقدمت في مديرية صرواح غربي المحافظة أمس وسيطرت على عدد من مواقع الحوثيين وقوات صالح في سياق عملياتها الرامية إلى استكمال تحرير أطراف مأرب الغربية والشمالية الغربية. وقالت مصادر المقاومة أن قواتها المشتركة مع الجيش الوطني «حررت أغلب منطقة نصبان الربيعة، والأشقري» وأكدت أن المواجهات مع الحوثيين وقواتهم ما زالت على أشدها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق «المشجح وسوق صرواح». وأدت المواجهات إلى مقتل وجرح عشرات الحوثيين، من بينهم القيادي عبدالسلام الشريف الذي قتل في منطقة صرواح، كما قام طيران التحالف باستهداف تعزيزات للحوثيين في منطقة «حباب- خولان» كانت في طريقها إلى مأرب. وطاولت الغارات أمس في صنعاء قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء ومواقع للمسلحين الحوثيين في مناطق دارس والأزرقين وهمدان شمال العاصمة كما امتدت إلى محافظة صعدة حيث معقل الجماعة في مديريات حيدان ورازح وساقين وعلى طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي في محافظة حجة. وفي مدينة عدن، تجدد أمس مسلسل الاغتيالات حيث أقدم مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية ويعتقد أنهم على صلة بتنظيم «القاعدة»على اغتيال قاضي المحكمة الجزائية المختصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة محسن علوان مع نجليه واثنين من مرافقيه في منطقة التسعين في مديرية المنصورة شمال عدن، قبل أن يلوذوا بالفرار. كما اغتال مسلحون آخرون العقيد في الشرطة العسكرية الخضر الحقيري وقاموا بنهب سيارته بعدما اعترضوه في منطقة «كاسترو» في مديرية المعلا جنوبيعدن. وجاء الحادثان بعد أن بث فرع تنظيم «داعش» على حسابات تابعة له على الانترنت تسجيلاً مصوراً لأربعة مشاهد مروعة أظهرت قيامه بإعدام 25 شخصاً قال إنهم من الحوثيين، كما أظهرت مشاهد لهجماته الانتحارية على مقر الحكومة الموقت وثكنتين للقوات الإماراتية المشاركة ضمن عمليات التحالف في اليمن. وأطلق التنظيم على الإعدامات اسم «ثأر الكماة» ويظهر الأسرى في التسجيل وهم يرتدون الزي البرتقالي، وتتنوع مشاهد الإعدام بين الذبح الجماعي، وتعليق عبوات في أعناق الضحايا وتفجيرها عن بعد، وبين إطلاق صاروخ على مجموعة منهم بعد ربطهم في أسفل تل صغير، وتفجير بعضهم على متن زورق بحري مفخخ في أحد شواطئ عدن.