أكد الأمين العام ل»تيار المستقبل» أحمد الحريري، أن «لبنان غير قادر على تحمل فترة إضافية من عدم وجود رئيس للجمهورية»، محذراً من أنه «إذا فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لأشهر عدة مقبلة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سينتخب بالدماء». وسأل: «هل نريد أن نكرر حرباً أهلية ثانية؟ وفي حال عدم سريان التسوية ما الذي يضمن أن لا تكون هناك مثالثة». واعتبر الحريري خلال لقاء حواري أقامه اتحاد «جمعيات العائلات البيروتية» أنه «بعد 10 سنوات من إكمال المسيرة مع الرئيس سعد الحريري، وبعد العديد من الدراسات، وجدنا أن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين سئمت من الواقع السياسي القائم على التعطيل، وعلى الحكومات التي لا تعمل، الأمر الذي انعكس تردياً في الخدمات، ولم تعد الدولة قادرة على جمع النفايات من الشوارع». وشدد على «أن «تيار المستقبل الذي يؤمن بمؤسسات الدولة، يعتبر نفسه الخاسر الأكبر من الفراغ الرئاسي، بالاستناد إلى تاريخ الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أنجز فيه وقف الحرب الأهلية، في حين أن تعطيل مؤسسات الدولة عن العمل يعني أننا على شفير حرب أهلية، خصوصاً أن البلد معرض لأن يشهد ما يشهده العراق وسورية من أحداث. أما الأمر الثاني الذي أنجزه رفيق الحريري، فهو إعادة الإعمار بعد تنظيف بيروت من آثار الاجتياح، ومن ثم ورشة الإعمار التي شهدناها من العام 1992 لغاية العام 1998، قبل أن تبدأ العرقلة في عهد إميل لحود». وقال: «في ظل الفراغ الرئاسي في خضم الحرب المشتعلة في سورية، لا سيما على حدودنا في البقاع وعكار، جاءت المبادرة المزمع إطلاقها من الرئيس الحريري لإنقاذ لبنان من الانهيار، والتي تنطلق بشكل أساسي من أولوية الحفاظ على اتفاق الطائف، في ظل شهية بعض الأحزاب السياسية على تغييره، والتي منها من يريد المثالثة»، مشيراً إلى أن «تغيير الدساتير لا يأتي على «البارد بل على الحامي». وإذ اعتبر أن «شروط المبادرة لم تكتمل بعد، ولا حتى العناصر التي تجعل الأطراف تلتقي في منتصف الطريق، لاختيار النائب سليمان فرنجية أو غيره»، لفت إلى أن «المبادرة يجب أن تأتي تحت سقف تسوية الأمن والاستقرار، لأننا على تواصل يومي مع قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية الذين، وعلى رغم ما تقوم به من إنجازات، لم تعد لديها القدرة على الاستمرار من دون غطاء سياسي»، مشيراً إلى أن «الإعلان عن المبادرة رهن اكتمال شروطها، وعندها سيقوم الرئيس الحريري بعرض تفاصيلها الأساسية كاملة». لكن منسقية الإعلام في «تيار المستقبل» عادت وأوضحت أن كلام الحريري عن «أنه في حال فشلت المبادرة لن يُنتخب رئيس على نار باردة، بل بالدماء». جاء في سياق تأكيد أن احترام المهل الدستورية وانتخاب رئيس جديد هما الكفيلان بإبقاء ضمانة الدولة للجميع، وأن أي تأخير في هذا الاستحقاق، كما حصل في السابق، يعني دخول لبنان في المجهول».