لم يعد الحلم الأميركي كما كان بالنسبة إلى كثر من المكسيكيين، الذين باتوا يغادرون الولاياتالمتحدة أكثر مما يأتون إليها بسبب الانكماش الاقتصادي والتهديد بالترحيل. وبين العامين 2009 و2014، عاد مليون مكسيكي إلى وطنهم الأم، في حين اجتاز الحدود الشمالية 870 ألفاً منهم، وفق بيانات مركز «بيو» للأبحاث. فما سبب هذا الانقلاب في حركة هجرة كانت تتوجه منذ عقود إلى الولاياتالمتحدة؟ يمضي كثر من المكسيكيين الذين يشكلون أكبر أقلية في الولاياتالمتحدة، «فترات طويلة من دون إيجاد عمل أو في وظائف غير منتظمة، في حين خسر آخرون المنازل التي استثمروا فيها»، على ما أوضح روبين هيرنانديز - ليون، مدير مركز الدراسات المكسيكية في جامعة «يو سي إل إيه». وكانت وطأة الأزمة الاقتصادية التي اندلعت في العام 2008، شديدة على قطاعات توظّف كثراً من المهاجرين من أميركا اللاتنية، مثل البناء. وهم باتوا عاطلين من العمل قبل أن يفقدوا المنازل التي اشتروها خلال الطفرة العقارية. وأخبر سلفادور رودريغيز، وهو مكسيكي في السابعة والخمسين من العمر يعمل في مجال البناء في لوس أنجليس منذ العام 2001: «أتيت إلى هنا لأن الوضع كان سيئاً جداً في المكسيك، وكان من الأسهل لي أن أكسب رزقي هنا. لكن الآن، أعاني كثيراً لتأمين حاجة ما». وهو لا ينوي حالياً العودة إلى بلاده، لكن زميله ميغيل غارسيا (48 سنة) يفكر في الأمر جدياً. والأشخاص غير الحائزين مستندات إقامة قانونية، أي 11 مليون شخص من أصل 55 مليون مهاجر من أميركا اللاتينية إلى الولاياتالمتحدة، هم الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة الاقتصادية وعمليات الترحيل.