عمّت الأفراح مناطق القصيم على وجه العموم وعاصمتها مدينة بريدة على وجه الخصوص، وذلك بعد بقاء الرائد ضمن أندية دوري المحترفين بعد أن حقق الفريق الأول لكرة القدم فوزه على ضيفه أبها بثلاثة أهداف، في مقابل هدفين في إياب مباراة تحديد الفريق الهابط إلى دوري الدرجة الأولى. هذا الانتصار الذي جاء من عنق الزجاجة، أبقى الرائد للموسم الثاني على التوالي في دوري المحترفين السعودي، وأدخل البهجة والفرحة الكبيرة على محيا جماهيره التي زحفت باكراً إلى ملعب المباراة تلبية لدعوات إدارة النادي وأعضاء الشرف والجهاز الفني واللاعبين، وكان تفاعلها جلياً ومؤثراً في رفع همم اللاعبين ودعمهم معنوياً، وتحول ليل بريدة الهادئ إلى أجواء من الفرح، واكتظ مقر النادي بجموع الجماهير التي انتظرت وصول حافلة الفريق من ملعب المباراة للاحتفاء مع اللاعبين بهذا الإنجاز الذي استمر حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، وزينت الألعاب النارية والليزر أجواء الحفلة. أزمة صحية للسيف تعرض رئيس الرائد خالد السيف بعد نهاية المباراة إلى أزمة صحية قوية لم يستطع معها الاحتفال مع جماهير ناديه في الملعب، وتطلب الوضع نقله على الفور بسيارة الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، واتضح بعد الكشوفات تعرضه إلى ضيق في التنفس بسبب الإجهاد البدني والضغط النفسي الذي صاحب المباراة، وفرض الأطباء عليه بقاءه تحت الملاحظة حتى الساعات الأولى من يوم الجمعة. من جانبه، طمأن السيف في حديثه إلى «الحياة» الجميع على صحته، وقال: «أقدم هذا الانتصار والبقاء في دوري المحترفين إلى أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر ونائبه الأمير فيصل بن مشعل اللذين كان لهما الجهد الأكبر في دعم الفريق مادياً ومعنوياً، وهذه أقل هدية تقدم لهما، وفي الموسم المقبل سننافس بقوة لنكون في أفضل المراكز في البطولات كافة، كما أشكر أعضاء الشرف ورجال النادي على وقفتهم مع النادي ومع رؤساء النادي السابقين، في ظاهرة يندر وجودها في هذا الوقت في الأندية، وأخص بالشكر الداعم الأكبر ورجل المرحلة فهد المطوع نظير وقفته مع النادي ودعمه المادي القوي». وزاد: «جمهور الرائد عُرف بمواقفه التاريخية مع النادي، وأصبح مضرب المثل لكل الأندية المحايدة، وما وقفته في المباراة الأخيرة إلا دليل قاطع على أنه جمهور مؤثر وداعم». وعن المباراة قال: «كنت على ثقة أن الرائد سيبقى لمعرفتي بأنه يعشق التحدي، وقدمنا مع الشقيق أبها مباراة كبيرة وكان هو الآخر يستحق البقاء ولكن هذه حال كرة القدم». ومن جانبهم، عاش لاعبوا الرائد فرحة كبيرة بعد الفوز على أبها، وتحدث في البداية قائد الفريق فارس العمري والذي قدم اعتذاره الشديد لجمهور الرائد على الهدفين اللذين ولجا شباك فريقه في المباراة، وقال: «في الوقت الذي أهنئ كل الرائدين على هذا الإنجاز الكبير والصعب في البقاء في أقوى دوري محترفين على المستوى العربي في نسخته الأولى، إلا أنني أعتذر لهم على الأخطاء الفنية التي وقعت من الفريق ومن خط الدفاع على وجه التحديد وتسببت في ولوج هدفين أبها». وأضاف: «الرائد ناد جماهيري كبير ويستحق البقاء ضمن الكبار، وفي الموسم المقبل سنحاول جاهدين على المنافسة على المراكز المتقدمة، التي يطمح لها الرائديون كافة، ففي هذا الموسم واجهتنا ظروف فنية صعبة طوال الموسم من إصابات وإيقافات وغيرها، وهي ما جعلت موقفنا يزداد صعوبة حتى الرمق الأخير». أما البرازيلي فيليب كامبوس الذي كان سعيداً بهذا الانتصار قال :«هذا الجمهور الكبير يستحق أن يفرح كثيراً، لأنه هو الداعم الأكبر لنا وتحمل الكثير في هذا الموسم، وكان من الطبيعي أن يكون هذا الفوز هو مثابة الهدية المتواضعة لهم على وقفاتهم مع الفريق». وعن استمراره، قال: «عشت في هذا النادي أياماً جميلة على رغم صعوبة التأقلم في بداية حضوري إلا أنها تلاشت مع مرور الوقت والحفاوة التي أجدها من الجمهور واللاعبين الذين أنسوني الغربة، ومن هذا المنطلق لن أتحدث في هذا الوقت عن هذا الأمر إلا بعد بحث الأمر مع الإدارة ولن نختلف فيما بيننا».