ازدادت نسبة التأييد لتشكيل «حكومة شراكة وطنية» في العراق بالتزامن مع تعثر المشاورات بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية، خصوصا الشيعية منها، في الاتفاق على شخصية رئيس الوزراء المقبل وتشكيلة الحكومة. وأعلنت «الحركة الوطنية العراقية» بزعامة اياد علاوي استعدادها لزيارة ايران ضمن جولة عربية، و«اذا تلقت دعوة» من طهران، التي استقبلت في الايام الماضية وفوداً من الاحزاب الشيعية والكردية في اطار «التشاور قبل تشكيل الحكومة المقبلة». وبعد التيار الصدري وائتلاف علاوي والاطراف الكردية اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي للمرة الاولى دعمه تشكيل «حكومة شراكة» تشارك فيها كل الكتل السياسية، مؤكداً ان «مفاوضات تشكيل الحكومة تجري في العراق وليس خارجه». وكانت المشاورات بين القوى الشيعية «تعثرت» قبل التوصل الى اتفاق على آلية ترشيح رئيس الوزراء المقبل وتشكيلة الحكومة. في حين اقتنعت الكتل الأربع الأساسية بعدم القدرة على تشكيل النظام الجديد، من رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان وصولاً الى تشكيل الحكومة، باستبعاد أحد هذه الأطراف. وكان التيار الصدري، العماد الأساسي ل»الائتلاف الوطني» حض من دمشق على «تشكيل حكومة شراكة حقيقية وعدم استبعاد أي من القوائم الأربع الفائزة». وفي موقف لافت أعلن المالكي دعمه ل «حكومة شراكة تضم الجميع بعيداً عن اي مصادرة لحقوق الآخرين وان لا يتم استبعاد اي مكون من المكونات»، مشيرا الى ان محادثات تشكيل الحكومة تتم داخل العراق وليس خارجه في اشارة ضمنية الى مفاوضات طهران. واعتبر تأييد المالكي مبدأ «الشراكة» في تشكيل الحكومة تطوراً في خطابه السياسي الذي كان يشدد على تشكيل الحكومة وفق مبدأ «الغالبية السياسية». وأكد المالكي ان «المناصب السيادية لا يمكن ان تكون حكراً على مذهب واحد» محذراً من ان «وضع الخطوط الحمر يعيدنا الى ظاهرة التخندق الطائفي». وأضاف ان «كل أبناء العراق شركاء في بنائه في أي موقع من مواقع المسؤولية». من جانبه أعلن اياد علاوي والرئيس جلال طالباني بعد لقائهما أمس ان محادثاتهما ركزت على تشكيل حكومة شراكة وطنية وتنقية الاجواء السياسية وعدم تبادل الاتهامات بين الاطراف، واشار علاوي الى «ضرورة تمتين العلاقات مع الجارة ايران في نطاق احترام مبدأ السيادة والخصوصية». وكان القيادي في «العراقية» طارق الهاشمي أعلن استعداد وفد من القائمة لزيارة ايران «اذا تسلم دعوة». وكان وفد من «العراقية» برئاسة رافع العيساوي اجتمع مساء أول من أمس مع السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي.