على رغم أن فضائح الفساد والرشاوى ليست غريبة على الساحتين السياسية والحزبية في إسرائيل، إلا أن المعلقين المخضرمين في الشؤون الحزبية لا يذكرون أسبوعاً كهذا ضجت فيه الدولة بمثل هذا الكم الكبير (سبع قضايا) من شبهات بارتكاب سياسييها مخالفات جنائية من فضائح فساد وتلاعب بالمال العام إلى تحرش جنسي. وبدأ الأسبوع بإقصاء الكنيست (البرلمان) النائب من حزب «ليكود» الحاكم أورن حزان عن جلسات الكنيست ولجانها لشهر كامل بسبب تهكمه على زميلة له تعاني من إعاقة جسدية على مسمع سائر النواب ورئيس الكنيست «الليكودي» يولي أدلشتاين الذي تمنى أن لا يرى حزان عائداً إلى الكنيست المقبلة. ومع أن عضوية الشاب حزان في الكنيست لا تتعدى ثمانية أشهر، إلا أن اسمه لم يغب عن وسائل الإعلام منذ بداية ولايته بعدما تبيّن أن ماضيه حافل بارتياد كازينوات أوروبية وعلاقات مع «بنات هوى». ولم تتوقف «شهرته» عند هاتيْن القضيتيْن حتى وجه مراقب الدولة يوسف شبيرا أول من أمس توصية إلى المستشار القضائي للحكومي بفتح تحقيق جنائي مع حزان بداعي تقديمه تقارير كاذبة عن حملته الانتخابية، ما يعد مخالفة تعرض مرتكبها إلى السجن الفعلي. إلى ذلك، قرر مراقب الدولة تغريم زعيم «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت مالياً بسبب عدم الدقة في التقارير المالية التي قدمها، وادعائه أنه صرف 300 ألف دولار على منافسته على زعامة الحزب، علماً أن أحداً لم ينافسه. واستغرب مراقبون عدم توجيه المراقب توصية للمستشار القضائي بالتحقيق مع بينيت مثلما فعل مع حزان. في الوقت نفسه، لم يوصِ مراقب الدولة المستشار بمساءلة الوزيرين حاييم كاتس وميري ريغيف على تجاوزهما قانون الانتخابات في شكل سافر، مكتفياً بتوبيخهما وتحذيرهما. من جانبها، وجهت النيابة العامة لائحة اتهام متشددة ضد زعيم «العمل» السابق، وزير الأمن بنيامين بن اليعيزر شملت خمسة ملفات جنائية، أبرزها الرشوة وتبييض الأموال و»خيانة الثقة». أما القضية التي استأثرت باهتمام الشارع الإسرائيلي وصحافته، فتمثلت في اضطرار النائب الجديد ينون ماغال للاستقالة من الكنيست بعد كشف أربع نساء عن تحرشه بهن جنسياً قبل انتخابه. وكان زعيم الحزب الديني المتطرف «البيت اليهودي» استقدم العلماني ماغال من عالم الصحافة كاسم لامع جاذب لأصوات اليمين غير المتدين، لكن سرعان ما تماهى هذا مع أجندة الحزب بدعوته الشرطة إلى توجيه الرصاص إلى رأس كل من يشهر سكيناً لقتل يهودي. ولفت أحد المراقبين إلى أن انشغال إسرائيل في الهجمات الفلسطينية المسلحة المتتالية حال دون أن تطغى هذه الملفات على الأجندة وتهز الساحة الحزبية، وربما الائتلاف الحكومي.