أكد المفكر عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم البليهي أنه لا بد من إيجاد مفهوم للأخلاق، متسائلاً: «هل تعني علاقة المرأة بالرجل كما هو لدينا»؟ مشيراً إلى أن هذا «جزء صغير من الأخلاق، الأخلاق منظومة كبرى، منها الالتزام بالدوام وإتقان العمل واحترام الوقت». وقال خلال أمسية أقيمت مساء الثلثاء بالنادي الأدبي في الباحة: «لولا التزام الغرب بالأخلاق لما تقدموا، فالبريطانيون خصوصاً والأوروبيون عموماً يفخرون بشكسبير كفخرهم بنيوتن، فالمسرح يرتقي بنا وبأفكارنا وتفكيرنا وعلى رغم انه أبو الفنون، فنحن لا نزال في خلاف حوله». واتهم البليهي خطباء المساجد ببث الكراهية، مشيراً إلى أنه بات من الشائع «في مساجدنا وبين خطبائنا الذين يدعون على كل الناس بأن ييتم الله أطفالهم ويرمل نساءهم، وكأننا في حرب مع كل الناس». «وإن الحقيقة بان الإسلام ليس في حرب مع كل الناس، فالقرآن يبدأ بالرحمن الرحيم وليس الجبار القهار، ديننا دين رحمة وليس دين عداء مع الآخرين، لماذا نملأ أنفس أبنائنا بكراهية الآخرين»، مضيفاً أن الدين لا يعوق التقدم، «فلماذا نكرر هذه الجملة كل مرة، نحن نسيء للدين عندما نقول إنه يجب أن نستمر كما نحن، حينها لن نتقدم ونحن اليوم نقدم صورة مزرية وغير مشرفة. نحن نتحدث عن الدنيا وليس الدين، عندما نود أن نجعل الصحراء خضراء فهل نجد هذا في الروض المربع أو كتاب الأغاني؟ إذاً فنحن من أساء لديننا وأطفأ الوهج الذي أتى به، بل ان في ربط هذه الأمور بالدين إذلالاً وإهانة لديننا». ووجّه البليهي أصابع الاتهام ل «برنامج من سيربح المليون» ولمقدمه جورج قرداحي، موضحاً أن البرنامج «يخرب العقول لأنه يوحي إلى الناس بأن الثقافة ليست سوى حفظ كم كبير من المعلومات، بل رؤية للإنسان والفكر والمجتمع». وحول تقبل المجتمع لمفكريه، أكد أنه لابد من توجه عام «تشارك فيه كل الجهات فالخاضع لفكر ما لا يمكن تغييره إلا بفرز المواد القابلة للتصنيع من التراب، المجتمع لا يتطور تلقائياً فالأصل في المجتمعات التخلف والتخلف أصيل في الحياة البشرية والانعتاق من التخلف هو الاستثنائي، وعندما نبقى كما نحن نبقى في الجهل حتى نتعلم، فالعلم طارئ على الحياة، والعقل لن يسمح بدخول هذا الطارئ إلا عندما ينعتق من تخلفه، وإن لم ينعتق من تخلفه فإنه سيزيد انغلاقه، نحن نتفاخر بالرازي والخوارزمي وهذه في الحقيقة «مسبة لنا» لأننا نحن من أحرق كتبهم». وقال إن مصيبتنا «أننا ندعي الكمال والعلم، بل كيف ندعي العلم والتعليم يسبب التخلف لأنه يعتمد على التلقين، ومعنى هذا أنه يغلق الاذان عن أي أفكار جديدة، العلم يحتاج إلى بحث موضوعي يعتمد بألا تكون مرتبطاً بما يسبب الأوهام، ولا يمكن للإنسان أن يتعلم حتى يسمع كل الآراء، فهناك قصور في العقل ودون صراع الأفكار لا يمكن أن يتقدم» لافتاً إلى أن المبادئ «لاتنشر نفسها بل تحتاج لمن ينشرها وهم المفكرون».