قد يحدث وينادي أحدنا طالباته بالشاطرة ... المحبوبة أو الطيوبة أو المجتهدة أو حتى البرتقالة أو ما شابه... ولكن لم أتخيل أن يصل إلى إمكان أن تنادي معلمة أو مراقبة طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ب «المشلولة» أمام زميلاتها وعلى مسمع من الجميع متعمدة أذيتها أو إيذاء والدتها التي تعمل في المدرسة نفسها التي تدرس بها ابنتها هذا الخبر قرأته بتاريخ 8 آذار (مارس) 2010 كما ذكر الخبر أن المعلمة «النداهة» أو المراقبة حصلت على قرار نقل منذ عام 1426ه لكنه لم ينفذ. الغريب أن المديرة لم تتخذ أي إجراء كما جاء الخبر تجاه هذه المربية التي تتخذ من حالة صحية لطالبة محلاً للسخرية أو حتى للتوصيف وكأنها لا تملك اسماً يمكنها أن تناديها أو تحدثها من خلاله. ولا اعلم بماذا يمكننا التعليق على الحادثة التي باتت ليست غريبة على مسامعنا ونتمنى اتخاذ إجراء حاسم ومعلن وواضح، لأن الحوادث المتكررة توضح أن أخبار العقوبات لا تصل إلى هؤلاء ولا تمثل لهن أي زجر وردع. الخبر الثاني متعلق بالأساليب نفسها غير التربوية التي تقوم بها بعض الإداريات والمديرات والمعلمات فقد قامت مديرة إحدى المدارس بحبس طالبة في دورة المياه لمدة ثلاث ساعات لأنها رفضت إزالة الزمام من أنفها. الغريب ان الحابسة مديرة لمدرسة تحفيظ القرآن ولا أدري كيف بإمكانها أن تقوم بعملها وتتمثله جيداً على أساس أن التربية قبل التعليم إلا لو تم تغيير الشعار وجعلناه شيئاً آخر غير التربية وغير التعليم! وما دمنا نتحدث عن القرآن الكريم وعن التحفيظ فقد شاهدت أحد الطلاب في دولة شقيقة اثناء تحقيق تلفزيوني عما تعرض له من مدرس مادة القرآن الذي رفسه وضربه في بطنه وظهره ثم قام بضرب رأسه بالحائط حتى فقد وعيه وكل ما سبق، لأن الطالب لم يحفظ جيداً آيات كريمة من سورة النحل «معرفتش احفظ السورة كويس ومش عارف ليه ضربني بالطريقة دي» ما سبق جملة صرح بها الطالب وسط دموعه مؤكداً «أنه مش حيروح المدرسة دي ثاني أنا مش عاوز أتعلم وعمري ما حأقرأ سورة النحل تاني»! وقبلها بأيام عدة قام احد المعلمين بضرب طالب تأخر عن الطابور المدرسي 5 دقائق ولم يكتف بالضرب بل ألقى الطالب أرضاً ووضع حذاءه على رأسه! في الدول المتقدمة وغير المسلمة لا تسمع عن هذه الحوادث الا نادراً واذا حدثت تقوم الدنيا هناك ولا تقعد وتتدخل هيئات حقوق الطفل والإنسان وتظهر هذه القضايا على الصحف والتلفزيون ويعلن عن الحكم أيضاً لتكون الحادثة عبرة لمن يعتبر لأن العلاقات تحكمها قوانين ثابتة ومحددة وواضحة ولا مجال لتحويلها الى قضية ضارب ومضروب بل قضية قد يُفصل فيها مدير المدرسة والمعلم ولا مجال للوساطات والتنازلات ولا حتى «للتقبيل» حتى لو كان بهدف تهدئة الخواطر ومنع رفع الشكوى التي لا يشترط أن يقوم بها ولي أمر الطالب بل أي موظف شاهد الحادثة بإمكانه التبليغ وحتى الطالب بإمكانه مخاطبة الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية عن طريق البريد الإلكتروني لتصعيد الموقف. [email protected]