اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالوكالة الكاميروني عيسى حياتو في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس في زيوريخ مع السويسري فرانسوا كارار رئيس لجنة الإصلاحات أن الأحداث التي تشهدها منظمته «تؤكّد ضرورة إجراء إصلاحات». ولفت كارار إلى أن «فيفا يمر بأزمة خطرة، لكنها في الوقت عينه مناسبة فريدة لأجل إحداث التغيير المناسب، وفتح حقبة جديدة». فبعد ستة أشهر على الزلزال المُدمّر الذي ضرب الاتحاد الدولي ووقف مسؤولين عدة بسبب أعمال رشوة، اعتقلت السلطات السويسرية بطلب من الولاياتالمتحدة أيضاً مسؤولين اثنين آخرين فجر أمس في ارتداد جديد للأزمة التي تعصف بالمؤسسة الكروية الأبرز في العالم. وعقد حياتو وكارار المؤتمر الصحافي المشترك إثر إقرار اللجنة التنفيذية في «فيفا» بالإجماع للإصلاحات التي تقدّم بها كارار ولجنته، وأهمها تحديد ولايات رئيس الاتحاد الدولي المتراكمة وأعضاء لجنته التنفيذية ب12 عاماً (3 دورات انتخابية)، وشفافية في رواتب أبرز مسؤوليها، قبل عرضها على الجمعية العمومية المؤلفة من 209 اتحادات وطنية للتصويت عليها في المؤتمر الاستثنائي المقرر في شباط (فبراير) المقبل على هامش الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 منه. وتتضمن الإصلاحات أيضاً تركيز أكبر على النزاهة التي يجب أن يتمتّع بها أعضاء اللجنة التنفيذية، وإعادة التوازن إلى مراكز القوة داخل حوكمة «فيفا». «مفاجأة» فجراً لكن ما تقرر أمس جاء وسط موجة اعتقالات جديدة طاولت مسؤولين بارزين في الاتحاد الدولي، هما رئيس الاتحاد الأميركي الجنوبي الباراغوياني خوان أنخل نابوت، والرئيس الموقت لاتحاد الكونكاكاف الهندوراسي ألفريدو هاويت. كما يشغل كل منهما منصب نائب الرئيس في «فيفا» وعضو لجنته التنفيذية. ولاحقاً، أعلنت وزارة العدل السويسرية أن نابوت وهاويت رفضا تسليمهما إلى الولاياتالمتحدة. وكانت شرطة زيوريخ استمعت إلى إفادة الموقوفين حول الاتهامات الموجهة إليهما، التي وردت في طلب اعتقالهما الذي تقدّمت به الولاياتالمتحدة. وأوضح بيان آخر لوزارة العدل أنهما «قبضا أموالاً لبيع حقوق تسويق لها علاقة بحقوق بيع النقل التليفزيوني لدورات في أميركا اللاتينية وتصفيات كأس العالم»، كما «وافقا على تلقي رشاوى بملايين الدولارات». وستطلب الوزارة من الولاياتالمتحدة أن تقدّم لها طلبات رسمية لتسلّمهما في مهلة ال40 يوماً المنصوص عليها في معاهدة الترحيل الجاري العمل بها بين البلدين. وستتواصل الإجراءات بمجرّد التوصل بهذه الطلبات، مشيرة إلى أنه بإمكان الأشخاص المعنيين طلب ترحيلهم في أي لحظة بحسب إجراء مبسّط. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أورد خبر اعتقال السلطات السويسرية حوالى 12 مسؤولاً حالياً وسابقاً في الاتحاد الدولي على موقعها الإلكتروني أمس، كاشفة أن السلطات السويسرية اعتقلتهم في فندق «بور أو لاك» في زيوريخ حيث عقد المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي اجتماعاته. وأكد «فيفا» هذه المعلومات، مشيراً إلى أنه يتعاون بشكل كامل مع تحقيقات تجريها السلطات الأميركية والسويسرية. وأصدر بياناً جاء فيه: «الاتحاد الدولي على علم بالإجراءات التي اتخذتها وزارة العدل الأميركية، وسنواصل تعاوننا الكامل مع التحقيقات الأميركية وبما يسمح به القانون السويسري، وكذلك مع التحقيقات التي يجريها مكتب النائب العام السويسري». وتأتي هذه التطورات بعد زلزال أول ضرب «فيفا» في 27 أيار (مايو) الماضي، عندما اعتقلت السلطات السويسرية وبطلب من القضاء الأميركي 7 مسؤولين في الاتحاد الدولي عشية الانتخابات الرئاسية أيضاً، مطلقة الشرارة لعاصفة هزت أركانه على مدى الأشهر الأخيرة. تأجيل على صعيد آخر، أرجأت اللجنة التنفيذية في «فيفا» أمس البت في مقترح لزيادة المنتخبات المنافسة في نهائيات كأس العالم إلى 40 فريقاً اعتباراً من نسخة 2026. ويعتقد خبراء كثر أن 32 منتخباً هو العدد المثالي لكأس العالم، وأي زيادة أخرى في عدد الفرق المشاركة ستصعّب من مهمة التنظيم، وستؤدي إلى تراجع مستوى البطولة. وكشف مطلعون أن الاقتراح الذي يلقى ترحيباً من ممثلي قارتي أفريقيا وآسيا، والمدعّم من مرشحين لرئاسة «فيفا»، يستجيب إلى حاجة تطوير أفضل لكرة القدم، ويدخل أيضاً في إطار منظور مالي.